ومع التساوي في الحقوق والواجبات والتساوي في الخضوع لأحكام رب الأرض والسماوات، يبقى التقرير الإلهي : وللرجال عليهن درجة، وقوله تعالى : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، فلابد من وجود هذه الدرجة لا لتستمر المعركة بين الرجل والمرأة، ولا لتحقيق مكاسب لصالح طرف ؛ وإنما لصالح النفس الإنسانية بشقيها الرجل والمرأة على السواء، وهذه الدرجة للرجال ليست من كسبهم وإنما هي من عطاءات الله لهم لعلمه سبحانه بهم وبما يصلح من شأنهم وشأن من تولوا أمرهم.
للرجل على المرأة درجة
وإليك أيها الكريم شيئًا من تفاصيل هذه الدرجة كما قال ابن كثير أي في الفضيلة والخلق والخلق والمنزلة وطاعة الأمر والإنفاق.
أولاً في الفضيلة : فقد اختار الله سبحانه وتعالى أنبياءه من الرجال ليحملوا كلامه ورسالاته إلى الناس ولم يختر رسلاً من النساء كما قال تعالى : وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ﴿يوسف : ١٠٩﴾،
يقول ابن كثير في تفسيره إنما أرسل رسله من الرجال لا من النساء، وهذا قول جمهور العلماء، وأن الله تعالى لم يوحِ إلى امرأة من بنات آدم، وحي تشريع، والذي عليه أهل السنة والجماعة أنه ليس في النساء نبيةٌ وإنما فيهن صِدِّيقات، كما قال تعالى : ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام)
فوصفها في أشرف مقاماتها بالصديقية، فلو كانت نبية لذكر ذلك في مقام التشريف والإعظام، فهي صديقة بنص القرآن. ﴿ابن كثير : ٢-٤٧٧﴾.
ويقول ابن حجر باب وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك ليس بصريح أنها نبية ولا يمنع وصفها بأنها صديقة، فقد وصف يوسف بذلك.