ونقل النووي أن إمام الحرمين نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية، وعن الحسن ليس في النساء نبية ولا في الجن. انتهى بتصرف. ﴿فتح الباري ج٦-٥٤٢، ٥٤٣﴾.
ثانيًا : للرجال درجة في الخَلْق والخُلُق :
فالذي خَلَق هو الذي لم يجعل النوعين شيئًا واحدًا، فقد قال تعالى : فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ﴿آل عمران : ٣٦﴾،
ومن الأسرار العجيبة أن كلمة " وضعتُ" قرئت بالضمة في التاء من قراءة ابن عامر فيكون من جملة كلام امرأة عمران وهي التي تشهد وتقول : ليس الذكر كالأنثى، وعلى قراءة الجمهور بسكون التاء يكون تقرير رب العالمين : ليس الذكر كالأنثى لا في الخلق ولا التكوين ولا الاستعداد الفطري، فقد زودت المرأة بالرقة والعطف وسرعة الانفعال، والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة بغير وعي ولا سابق تفكير بل بغير إرادة أحيانًا، وهذه ليست خصائص سطحية وإنما هي غائرة في التكوين العضوي والعصبي للمرأة وفي كل خلية من خلاياها، وزود الرجل بالخشونة والصلابة وبطء الانفعال والاستجابة واستخدام الوعي والتفكير قبل الحركة، لأن وظائفه كلها تحتاج إلى قدر من التروي قبل الإقدام.


الصفحة التالية
Icon