وظاهره أن الله هو الذي أحياهم بغير واسطة، وقال مقاتل : كانوا قوم حزقيل، فخرج فوجدهم موتى، فأوحى الله إليه : إني جعلت حياتهم إليك، فقال لهم : احيوا. وقال ابن عباس : النبي شمعون، وريح الموتى توجد في أولادهم. وقيل : النبي يوشع بن نون، وقال وهب : اسمه شمويل وهو ذو الكفل، وقال مجاهد : لما أحيوا رجعوا إلى قومهم يعرقون، لكن سحنة الموت على وجوههم ولا يلبس أحد منهم ثوباً إلاَّ عاد كفناً دسماً، حتى ماتوا لآجالهم التي كتبت لهم (١)، وقيل : معنى إماتتهم تذليلهم تذليلاً يجري مجرى الموت، فلم تغن عنهم كثرتهم وتظاهرهم من الله شيئاً، ثم أعانهم وخلصهم ليعرفوا قدرة الله في أنه يذل من يشاء، ويعز من يشاء، وقيل : عنى بالموت : الجهل، وبالحياة : العلم، كما يحيا الجسد بالروح.

___
(١) كثير من هذه الأقوال يفتقر إلى الدليل والسند الصحيح والأولى الإعراض عن الجزم بصحتها وتفويض علم ذلك إلى الله تعالى. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon