﴿ولكن أكثر الناس لا يشكرون﴾ تقدّم فضل الله على جميع الناس بالإيجاد والرزق، وغير ذلك، فكان المناسب لهم أنهم يشكرون الله على ذلك، وهذا الاستدراك : بلكن، مما تضمنه قوله :﴿إن الله لذو فضل على الناس﴾ والتقدير : فيجب عليهم أن يشكروا الله على فضله، فاستدرك بأن أكثرهم لا يشكرون، ودل على أن الشاكر قليل، كقوله :﴿وقليل من عبادي الشكور﴾ ويخص : الناس، الثاني بالمكلفين. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ٢٦٠﴾
سؤال : لم إظهارُ الناس في مقام الإضمار ؟
الجواب : إظهارُ الناس في مقام الإضمار لمزيد التشنيع. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ١ صـ ٢٣٨﴾
فوائد وفصول مهمة للعلامة القرطبى
قال رحمه الله :
روى الأئمة واللفظ للبخاريّ من حديث عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه سمع أُسامة بن زيد يحدّث سعداً أن رسول الله ﷺ ذكر الوجع فقال :" رِجْزٌ أَوْ عَذابٌ عُذِّب به بعض الأُمم ثم بقي منه بِقيّةٌ فيذهب المرّةَ ويأتي الأُخْرى فمن سمع به بأرض فلا يقِدَمنّ عليه ومن كان بأرض وقع بها فلا يخرج فِراراً منه " وأخرجه أبو عيسى الترمذيّ فقال : حدّثنا قتيبة أنبأنا حمّاد بن زيد عن عمرو بن دينار عن عامر بن سعد عن أُسامة بن زيد أن النبيّ ﷺ ذكر الطاعون فقال :" بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها " قال : حديث حسن صحيح. وبمقتضى هذه الأحاديث عمل عمر والصحابة رضوان الله عليهم لما رجعوا من سَرْغ حين أخبرهم عبد الرحمن بن عوف بالحديث، على ما هو مشهور في الموطأ وغيره.