بشّرك اللَّهُ بخَيْر وفَرَحْ | مِثلُك أدّى ما لديه ونَصَحْ |
قد مَتَّع اللّه عيالي ومَنَحْ | بالعَجْوَة السّوْداءِ والزَّهْوِ البَلَحْ |
والعبدُ يسعى وله ما قد كَدَحْ | طولَ الليالي وعليه ما اجْتَرحْ |
قال الفخر :
إنه تعالى لما أمر بالقتال في سبيل الله ثم أردفه بقوله :﴿مَّن ذَا الذى يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا﴾
اختلف المفسرون فيه على قولين :
الأول : أن هذه الآية متعلقة بما قبلها والمراد منها القرض في الجهاد خاصة، فندب العاجز عن الجهاد أن ينفق على الفقير القادر على الجهاد، وأمر القادر على الجهاد أن ينفق على نفسه في طريق الجهاد، ثم أكد تعالى ذلك بقوله :﴿والله يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ﴾ وذلك لأن من علم ذلك كان اعتماده على فضل الله تعالى أكثر من اعتماده على ماله وذلك يدعوه إلى إنفاق المال في سبيل الله، والاحتراز عن البخل بذلك الإنفاق.
والقول الثاني : أن هذا الكلام مبتدأ لا تعلق له بما قبله، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا فمنهم من قال : المراد من هذا القرض إنفاق المال، ومنهم من قال : إنه غيره، والقائلون بأنه إنفاق المال لهم ثلاثة أقوال :
الأول : أن المراد من الآية ما ليس بواجب من الصدقة، وهو قول الأصم واحتج عليه بوجهين
الأول : أنه تعالى سماه بالقرض والقرض لا يكون إلا تبرعاً.