وقال ابن عباس : ولولا دفع الله العدوّ بجنود المسلمين لغلب المشركون فقتلوا المؤمنين وخرّبوا البلاد والمساجد.
وقال سفيان الثوريّ : هم الشهود الذين تُستخرج بهم الحقوق.
وحكى مكيّ أن أكثر المفسرين على أن المعنى : لولا أن الله يدفع بمن يصلِّي عمن لا يصلِّي وبمن يتقي عمن لا يتقي لأهلك الناس بذنوبهم ؛ وكذا ذكر النحاس والثعلبيّ أيضاً.
( قال الثعلبي ) وقال سائر المفسرين : ولولا دفاع الله المؤمنين الأبرار عن الفجار والكفار لفسدت الأرض، أي هلكت.
وذكر حديثاً أن النبيّ ﷺ قال :" " إن الله يدفع العذاب بمن يصلّي من أُمتي عمن لا يصلِّي وبمن يزكِّي عمن لا يزكِّي وبمن يصوم عمن لا يصوم وبمن يحج عمن لا يحج وبمن يجاهد عمن لا يجاهد، ولو اجتمعوا على ترك هذه الأشياء ما أنظرهم الله طرفة عين" ثم تلا رسول الله ﷺ " وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الاٌّرْضُ" "
وعن النبيّ ﷺ قال :" إن لله ملائكة تنادي كل يوم لولا عباد رُكَّعٌ وأطفال رُضّع وبهائم رُتّع لصبّ عليكم العذاب صبا " خرّجه أبو بكر الخطيب بمعناه من حديث الفضيل بن عياض.
حدّثنا منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله ﷺ :" لولا فيكم رجال خُشّع وبهائم رُتّع وصبيان رُضّع لصب العذاب على المؤمنين صبا " أخذ بعضهم هذا المعنى فقال :
لولا عبادٌ للإله رُكّعُ...
وصِبْيَة من اليتامى رُضّعُ
وَمُهْمَلاتٌ في الفَلاة رُتّعُ...
صُبّ عليكم العذاب الأوْجَعُ
وروى جابر أن رسول الله ﷺ قال :" إن الله ليصلح بصلاح الرجل ولده وولد ولده وأهل دويرته ودويرات حوله ولا يزالون في حفظ الله ما دام فيهم " وقال قتادة : يبتلى الله المؤمن بالكافر ويعافى الكافر بالمؤمن.


الصفحة التالية
Icon