سؤال : فإن قيل : إن قوله تعالى :﴿مّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ الله﴾ المقصود منه بيان غاية منقبة أولئك الأنبياء الذين كلم الله تعالى، ولهذا السبب لما بالغ في تعظيم موسى عليه السلام، قال :﴿وَكَلَّمَ الله موسى تَكْلِيماً﴾ ثم جاء في القرآن مكالمة بين الله وبين إبليس، حيث قال :﴿فَأَنظِرْنِى إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين * إلى يَوْمِ الوقت المعلوم﴾ [ ص : ٧٩ ٨١ ] إلى آخر هذه الآيات وظاهر هذه الآيات يدل على مكالمة كثيرة بين الله وبين إبليس فإن كان ذلك يوجب غاية الشرف فكيف حصل لإبليس الذم وإن لم يوجب شرفاً فكيف ذكره في معرض التشريف لموسى عليه السلام حيث قال :﴿وَكَلَّمَ الله موسى تَكْلِيماً﴾ ؟.
والجواب : أن قصة إبليس ليس فيها ما يدل على أنه تعالى قال تلك الجوابات معه من غير واسطة فلعل الواسطة كانت موجودة. (١) أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٦ صـ ١٧٠ ـ ١٧١﴾
قوله تعالى :﴿وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ درجات﴾
قال الفخر :
أما قوله تعالى :﴿وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ درجات﴾ ففيه قولان

_____
(١) شتان بين خطاب التشريف والإكرام وبين خطاب الذل والهوان، وهذا أيضا متحقق فى خطاب الله تعالى لأهل الجنة ولأهل النار. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon