وإذا أردنا أن نعرف مناطات التفضيل، فإننا نجد رسولا يرسله الله إلى قريته مثل سيدنا لوط مثلا، وهناك رسول محدود الرسالة أو عمر رسالته محدود، ولكن هناك رسول واحد قيل له : أنت مرسل للإنس والجن، ولكل من يوجد من الإنس والجن إلى أن تقوم الساعة إنه هو محمد صلى الله عليه وسلم. فإذا كان التفضيل هو مجال العمل فهو لسيدنا محمد ﷺ، وإذا نظرنا إلى المعجزات التي أنزلها الله لرسله ليثبتوا للناس صدق بلاغهم عن ربهم، نجد أن كل المعجزات قد جاءت معجزاته كونية، أي معجزات مادية حسية الذي يراها يؤمن بها، فالذي رأى عصا موسى وهي تضرب البحر فانفلق، هذه معجزة مادية آمن بها قوم موسى، والذي رأى عيسى عليه السلام يبرئ الأكمة والأبرص فقد شهد المعجزة المادية وآمن بها، ولكن هل لهذه المعجزات الآن وجود غير الخبر عنها ؟ لا ليس لها وجود.
لكن محمد ﷺ حينما يشاء الله أن يأتيه بالمعجزة لا يأتي له بمعجزة من جنس المحسات (علما بان الرسول ﷺ كانت له معجزات حسية كبيرة-انظر كتاب الفرقان لأبن تيمية----) التي تحدث مرة وتنتهي، إنه سبحانه قد بعث محمداً ﷺ إلى أن تقوم الساعة، فرسالته غير محدودة، ولابد أن تكون معجزته ﷺ غير محسة وإنما تكون معقولة ؛ لأن العقل هو القدر المشترك عند الجميع، لذلك كانت معجزته القرآن. ويستطيع كل واحد الآن أن يقول : محمد رسول الله وتلك معجزته. إن معجزة رسولنا ﷺ هي واقع محسوس. وفي مناط التطبيق للمنهج نجد أن الرسل ما جاءوا ليشرعوا، إنما كانوا ينقلون الأحكام عن الله، وليس لهم أن يشرعوا، أما الرسول محمد ﷺ فهو الرسول الوحيد الذي قال الله له :
وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
(من الآية ٧ سورة الحشر)


الصفحة التالية
Icon