لباب التأويل، ج ٤، ص : ٣١٥
اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يخبر الناس أنه لم يطلق نساءه فأذن له وأنه قام على باب المسجد فنادى بأعلى صوته لم يطلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نساءه.
(شرح بعض ألفاظه) قوله فعدلت معه بالإداوة أي فملت معه بالركوة فتبرز أي أتى البراز وهو الفضاء من الأرض لقضاء الحاجة.
العوالي جمع عالية وهي أماكن بأعلى أراضي المدينة قوله ولا يغرنك أن كانت جارتك يريد بها الضرة وهي عائشة أوسم منك أي أكثر حسنا وجمالا منك قوله فكنا نتناوب النزول التناوب هو أن يفعله الإنسان مرة ويفعله الآخر بعده المشربة بضم الراء وفتحها الغرفة قوله فإذا هو متكئ على رمال حصير يقال رملت الحصير إذا ضفرته ونسجته والمراد به أنه لم يكن على السرير وطاء سوى الحصير قوله ما رأيت فيه ما يرد البصر إلا أهبة ثلاثة الأهبة والأهب جمع إهاب وهو الجلد قوله من شدة موجدته الموجدة الغضب.
قوله تعالى : وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ أي تعاونا على إيذاء النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ أي وليه وناصره وَجِبْرِيلُ يعني وجبريل وليه وناصره أيضا وإنما أفرده وإن كان داخلا في جملة الملائكة تعظيما له وتنبيها على علو منزلته ومكانته وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ روي عن ابن مسعود وأبي بن كعب صالح المؤمنين أبو بكر وعمر وقيل هم المخلصون من المؤمنين الذين ليسوا بمنافقين وقيل هم الأنبياء وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ أي بعد نصر اللّه وجبريل وصالح المؤمنين ظَهِيرٌ أي أعوان للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم ينصرونه.
[سورة التحريم (٦٦) : آية ٥]
عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (٥)
عَسى رَبُّهُ أي واجب من اللّه إِنْ طَلَّقَكُنَّ يعني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ ثم وصف الأزواج اللواتي كان يزوجه بهن فقال مُسْلِماتٍ أي خاضعات للّه بالطاعة مُؤْمِناتٍ أي مصدقات بتوحيد اللّه تعالى : قانِتاتٍ أي طائعات وقيل داعيات وقيل مصليات بالليل تائِباتٍ أي تاركات للذنوب، لقبحها أو كثيرات التوبة عابِداتٍ وكثيرات العبادة سائِحاتٍ أي صائمات وقيل مهاجرات وقيل يسحن معه حيث ساح ثَيِّباتٍ جمع ثيب وهي التي تزوجت ثم بانت بوجه من الوجوه وَأَبْكاراً أي عذارى جمع بكر وهذا من باب الإخبار عن القدرة لا عن الكون لأنه قال إن طلقكن وقد علم أنه لا يطلقهن فأخبر عن قدرته أنه إن طلقهن أبدله أزواجا خيرا منهن تخويفا لهن.