البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٣٩٣
أغرق في الشيء : بالغ فيه وأنهاه، وأغرق النازع في القوس : بلغ غاية المد حتى ينتهي إلى النصل. والاستغراق : الاستيعاب، والغرقى : قشرة البيضة. نشط البعير والإنسان ربطه وأنشطه : حله، ومنه : وكأنما أنشط من عقال. ونشط : ذهب من قطر إلى قطر، ولذلك قيل لبقر الوحش النواشط، لأنهن يذهبن بسرعة من مكان إلى مكان، ومنه قول الشاعر، وهو هميان بن قحافة :
أرى همومي تنشط المناشطا الشام بي طورا وطورا واسطا
وكأن هذه اللفظة مأخوذة من النشاط. وقال أبو زيد : نشطت الحبل أنشطه نشطا :
عقدته أنشوطة، وأنشطته : حللته، وأنشطت الحبل : مددته. وقال الليث : أنشطته بأنشوطة : أي وثقته، وأنشطت العقال : مددت أنشوطته فانحلت، ويقال : نشط بمعنى أنشط، والأنشوطة : عقدة يسهل انحلالها إذا جدبت كعقدة التكة. وجف القلب وجيفا :
اضطرب من شدّة الفزع، وكذلك وجب وجيبا. وفي كتاب لغات القرآن المروي عن ابن عباس، واجفة : خائفة، بلغة همدان. الحافرة، يقال : رجع فلان في حافرته : أي في طريقه التي جاء منها، فحفرها : أي أثر فيها بمشيه فيها، جعل أثر قدميه حفرا، وتوقعها العرب على أول أمر يرجع إليه من آخره، ومنه قول الشاعر :
أحافرة على صلع وشيب معاذ اللّه من سفه وعار
أي : أأرجع إلى الصبا بعد الصلع والشيب؟ الناخرة : المصوتة بالريح المجوّفة، والنخرة بمعناها، كطامع وطمع، وحاذر وحذر، قاله الفراء وأبو عبيد وأبو حاتم وجماعة.
وقيل : النخرة : البالية المتعفنة الصائرة رميما. نخر العود والعظم : بلي وتفتت، فمعناه مغاير للناخرة، وهو قول الأكثرين. وقال أبو عمرو بن العلاء : الناخرة : التي لم تنخر بعد، والنخرة : التي قد بليت. قال الراجز لفرسه :
أقدم أخا نهم على الأساوره ولا تهولنك رؤوس نادره
فإنما قصرك ترب الساهرة حتى تعود بعدها في الحافرة
من بعد ما صرت عظاما ناخره وقال الشاعر :
وأخليتها من مخها فكأنها قوارير في أجوافها الريح تنخر
ويروى : تصفر ونخرة الريح، بضم النون : شدّة هبوبها، والنخرة أيضا : مقدم أنف