البحر المحيط، ج ١٠، ص : ٦٦
وأجرد من كرام الخير طرف كأن على شواكله دهانا
وقال الشاعر : كالدهان المختلفة، لأنها تتلون ألوانا. وقال الضحاك : كالدهان خالصة، جمع دهن، كقرط وقراط. وقيل : تصير حمراء من حرارة جهنم، ومثل الدهن لذوبها ودورانها. وقيل : شبهت بالدهان في لمعانها. وقال الزمخشري : كَالدِّهانِ :
كدهن الزيت، كما قال : كَالْمُهْلِ «١»، وهو دردي الزيت، وهو جمع دهن، أو اسم ما يدهن به، كالحرام والأدام، قال الشاعر :
كأنهما مزادتا متعجل فريان لما سلعا بدهان
وقرأ عبيد بن عمير : وردة بالرفع بمعنى : فحصلت سماء وردة، وهو من الكلام الذي يسمى التجريد، كقوله :
فلئن بقيت لأرحلن بغزوة نحو المغانم أو يموت كريم
انتهى.
فَيَوْمَئِذٍ : التنوين فيه للعوض من الجملة المحذوفة، والتقدير : فيوم إذ انشقت السماء، والناصب ليومئذ لا يُسْئَلُ، ودل هذا على انتفاء السؤال، و : وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ وغيره من الآيات على وقوع السؤال. فقال عكرمة وقتادة : هي مواطن يسأل في بعضها. وقال ابن عباس : حيث ذكر السؤال فهو سؤال توبيخ وتقرير، وحيث نفي فهو استخبار محض عن الذنب، واللّه تعالى أعلم بكل شيء. وقال قتادة أيضا : كانت مسألة، ثم ختم على الأفواه وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يعملون. وقال أبو العالية وقتادة :
لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم. وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد : ولا جأن بالهمز، فرارا من التقاء الساكنين، وإن كان التقاؤهما على حده. وقرأ حماد بن أبي سليمان :
بسيمائهم والجمهور : بِسِيماهُمْ، وسيما المجرمين : سواد الوجوه وزرقة العيون، قاله الحسن، ويجوز أن يكون غير هذا من التشويهات، كالعمى والبكم والصمم. فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ، قال ابن عباس : يؤخذ بناصيته وقدميه فيوطأ، ويجمع كالحطب، ويلقى كذلك في النار. وقال الضحاك : يجمع بينهما في سلسلة من وراء ظهره. وقيل :
تسحبهم الملائكة، تارة تأخذ بالنواصي، وتارة بالأقدام. وقيل : بعضهم سحبا، بالناصية، وبعضهم سحبا بالقدم ويؤخذ متعد إلى مفعول بنفسه، وحذف هذا الفاعل والمفعول،