البحر المحيط، ج ٢، ص : ٦٣٢
والكلام على الكاف يذكر في علم النحو.
والذي مر على قرية هو عزير، قاله علي، وابن عباس، وعكرمة، وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وقتادة، والربيع، والضحاك، والسدّي، ومقاتل، وسليمان بن بريدة، وناجية بن كعب، وسالم الخوّاص.
وقيل : أرمياء، قاله وهب، ومجاهد، وعبد اللّه بن عبيد بن عمير، وبكر بن مضر. وقال ابن إسحاق : هو أرمياء، وهو الخضر، وحكاه النقاش عن وهب.
قال ابن عطية : وهذا كما نراه إلّا أن يكون اسما وافق اسما، لأن الخضر معاصر لموسى، وهذا الذي مر على القرية هو بعده بزمان من سبط هارون فيما روى وهب.
قال بعض شيوخنا، يحتمل أن يكون الخضر بعينه ويكون من المعمرين، فيكون أدرك زمان خراب القرية، وهو إلى الآن باق على قول أكثر العلماء. انتهى كلامه.
وقيل : على كافر مرّ على قرية وكان على حمار ومعه سلة تين، قاله الحسن. وقيل :
رجل من بني إسرائيل غير مسمى، قاله مجاهد فيما حكاه مكي. وقيل : غلام لوط عليه السلام، وقيل : شعياء.
والذي أحياها بعد خرابها : لوسك الفارسي، حكاه السهيلي عن القتيبي.
والقرية : بيت المقدس، قاله وهب، وقتادة، والضحاك، وعكرمة، والربيع. أو :
قرية العنب، وهي على فرسخين من بيت المقدس، أو : الأرض المقدسة، قاله الضحاك، أو : المؤتفكة، قاله قوم، أو : القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت، قاله ابن زيد، أو : دير هرقل، قاله ابن عباس. أو : شابور أباد، قاله الكلبي، أو : سلماياذ، قاله السدّي.
وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قيل : المعنى خاوية من أهلها ثابتة على عروشها، فالبيوت قائمة. وقال السّدي. ساقطة متهدّمة جدرانها على سقوفها بعد سقوط السقوف، وقيل : على، بمعنى : مع، أي : مع أبنيتها، والعروش على هذه الأبنية.
وهذه الجملة في موضع الحال من الفاعل الذي في : مر، أو : من قرية، والحال من النكرة إذا تأخرت تقل، وقيل : الجملة في موضع الصفة للقرية، ويبعد هذا القول الواو، و : على، متعلقة بمحذوف إذا كان المعنى : خاوية من أهلها، أي : مستقرة على عروشها، أو : بخاوية إذا كان المعنى ساقطة. وقيل : على عروشها بدل من قوله : قرية، أي : مر على