البحر المحيط، ج ٣، ص : ١٠٧
رجم : رمى وقذف، ومنه رَجْماً بِالْغَيْبِ «١» أي : رميا به من غير تيقن، والحديث المرجم هو : المظنون ليس فيه يقين.
والرجيم : يحمل أن يكون للمبالغة من فاعل، أي إنه يرمي ويقذف بالشر والعصيان في قلب ابن آدم، ويحتمل أن يكون بمعنى : مرجوم، أي يرجم بالشهب أو يبعد ويطرد.
الكفالة : الضمان، يقال : كفل يكفل فهو كافل وكفيل، هذا أصله ثم يستعار للضم والقيام على الشيء.
زكريا : أعجمي شبه بما فيه الألف الممدودة والألف المقصورة فهو ممدود ومقصور، ولذلك يمتنع صرفه نكرة، وهاتان اللغتان فيه عند أهل الحجاز، ولو كان امتناعه للعلمية والعجمة انصرف نكرة. وقد ذهب إلى ذلك أبو حاتم، وهو غلط منه، ويقال : ذكرى بحذف الألف، وفي آخره ياء كياء بحتى، منونة فهو منصرف، وهي لغة نجد، ووجهه فيما قال أبو علي : إنه حذف ياءي الممدود والمقصور، وألحقه ياءي النسب يدل على ذلك صرفه، ولو كانت الياءان هما اللتين كانتا في زكريا لوجب أن لا يصرف للعجمة والتعريف.
انتهى كلامه. وقد حكي : ذكر على وزن : عمر، وحكاها الأخفش.
المحراب : قال أبو عبيدة : سيد المجالس وأشرفها ومقدمها، وكذلك هو من المسجد، وقال الاصمعي : الغرفة وقال :
وماذا عليه إن ذكرت أوانسا كغزلان رمل في محاريب أقيال
شرحه الشراح في غرف أقيال. وقال الزجاج : الموضع العالي الشريف. وقال أبو عمرو بن العلاء : القصر، لشرفه وعلوه. وقيل : المسجد. وقيل : محرابه المعهود سمي بذلك لتحارب الناس عليه وتنافسهم فيه، وهو مقام الإمام من المسجد.
هنا : اسم إشارة للمكان القريب، والتزم فيه الظرفية إلّا أنه يجر بحرف الجر، فإن ألحقته كاف الخطاب دل على المكان البعيد. وبنو تميم تقول : هناك، ويصح دخول حرف التنبيه عليه إذا لم تكن فيه اللام، وقد يراد بها ظرف الزمان.
النداء : رفع الصوت، وفلان أندى صوتا، أي أرفع، ودار الندوة لأنهم كانوا ترتفع أصواتهم بها، والمنتدى والنادي مجتمع القوم منه، ويقال : نادى مناداة ونداء ونداء، بكسر النون وضمها. قيل : فبالكسر المصدر، وبالضم اسم، وأكثر ما جاءت الأصوات على

_
(١) سورة الكهف : ١٨/ ٢٢.


الصفحة التالية
Icon