البحر المحيط، ج ٣، ص : ٨٤
قدره، والعامل في : كيف، إذا كانت خبرا عن المبتدأ إن قلنا إن انتصابها انتصاب الظروف، وإن قلنا إنها اسم غير ظرف، فيكون العامل في : إذا، المبتدأ الذي قدرناه، أي : فكيف حالهم في ذلك الوقت؟ وهذا الاستفهام لا يحتاج إلى جواب، وكذا أكثر استفهامات القرآن، لأنها من عالم الشهادة، وإنما استفهامه تعالى تقريع.
واللام، تتعلق : بجمعناهم، والمعنى : لقضاء يوم وجزائه كقوله : إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ «١» قال النقاش : اليوم، هنا الوقت، وكذلك : أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ «٢» وفِي يَوْمَيْنِ «٣» وفِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ «٤» إنما هي عبارة عن أوقات، فإنما الأيام والليالي عندنا في الدنيا.
وقال ابن عطية : الصحيح في يوم القيامة أنه يوم، لأن قبله ليلة وفيه شمس.
ومعنى : لا رَيْبَ فِيهِ أي في نفس الأمر، أو عند المؤمن، أو عند المخبر عنه، أو حين يجمعهم فيه، أو معناه : الأمر. خمسة أقوال.
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ تقدم تفسير مثل هذا في البقرة، آخر آيات الربا.
قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ
قال الكلبي : ظهرت صخرة في الخندق، فضربها صلى اللّه عليه وسلم، فبرق برق فكبر، وكذا في الثانية والثالثة، فقال صلى اللّه عليه وسلم :«في الأولى : قصور العجم، وفي الثاني : قصور الروم. وفي الثالثة : قصور اليمن فأخبرني جبريل عليه السلام : أن أمتي ظاهرة على الكل».
فعيره المنافقون بأنه يضرب المعول ويحفر الخندق فرقا، ويتمنى ملك فارس والروم، فنزلت.
اختصره السجاوندي هكذا، وهو سبب مطول جدا.
وقال ابن عباس : لما فتحت مكة، كبر على المشركين وخافوا فتح العجم، فقال عبد اللّه بن أبي : هم أعز وأمنع، فنزلت.
وقال ابن عباس، وأنس : لما فتح صلى اللّه عليه وسلم مكة، وعد أمته ملك فارس والروم، فنزلت.
وقيل : بلغ ذلك اليهود فقالوا : هيهات! هيهات! فنزلت، فذلوا وطلبوا المواصمة. وقال الحسن : سأل صلى اللّه عليه وسلم ملك فارس والروم لأمته، فنزلت على لفظ النهي. وروي نحوه عن قتادة أنه ذكر له ذلك.
وقال أبو مسلم الدمشقي : قالت اليهود : واللّه لا نطيع رجلا جاء بنقل النبوّة من بني إسرائيل إلى غيرهم، فنزلت.
(١) سورة آل عمران : ٣/ ٩. [.....]
(٢) سورة البقرة : ٢/ ١٨٤ وآل عمران : ٣/ ٢٤.
(٣) سورة البقرة : ٢/ ٢٠٣ وفصلت : ٤١/ ٩ و١٢.
(٤) سورة فصلت : ٤١/ ١٠.