البحر المحيط، ج ٦، ص : ٥٠٢
الأوبار، لإدفاء بعضها بعضا بأنفاسها. وقد تشدّد، وعن الأصمعي الدفئة الكثيرة الأوبار والشحوم. وقال الجوهري : الدفء نتاج الإبل وألبانها، وما ينتفع به منها. البغل : معروف، ولعمرو بن بحر الجاحظ كتاب البغال. الحمار : معيروف، يجمع في القلة على أحمر وفي الكثرة على حمر، وهو القياس وعلى حمير. الطري : فعيل من طر ويطر، وطراوة مثل سر ويسر سراوة. وقال الفراء : طرى يطري طراء وطراوة مثل : شقى، يشقى، شقاء، وشقاوة.
المخر : شق الماء من يمين وشمال، يقال : مخر الماء الأرض. وقال الفراء : صوت جري الفلك بالرياح، وقيل : الصوت الذي يكون من هبوب الريح إذا اشتدت، وقد يكون من السفينة ونحوها. ماد : تحرك ودار. السقف : معروف ويجمع على سقوف وهو القياس، وعلى سقف وسقف، وفعل وفعل محفوظان في فعل، وليسا مقيسين فيه.
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ. وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ : قال الحسن، وعطاء، وعكرمة، وجابر : هي كلها مكية. وقال ابن عباس : إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة بعد حمزة وهي قوله : وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا إلى قوله : بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ «١» وقيل : إلا ثلاث آيات وَإِنْ عاقَبْتُمْ «٢» الآية نزلت في المدينة في شأن التمثيل بحمزة وقتلى أحد، وقوله : وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ «٣» وقوله : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا «٤» وقيل : من أولها إلى قوله : يُشْرِكُونَ مدني وما سواه مكي. وعن قتادة عكس هذا.
ووجه ارتباطها بما قبلها أنه تعالى لما قال : فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ «٥» كان ذلك تنبيها على حشرهم يوم القيامة، وسؤالهم عما أجرموه في دار الدنيا، فقيل : أتى أمر اللّه وهو يوم القيامة على قول الجمهور. وعن ابن عباس المراد بالأمر : نصر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم،
(٢) سورة النحل : ١٦/ ١٢٦.
(٣) سورة النحل : ١٦/ ١٢٧.
(٤) سورة النحل : ١٦/ ١١٠.
(٥) سورة الحجر : ١٥/ ٩٢. [.....]