البحر المحيط، ج ٦، ص : ٥٢٥
خسف المكان يخسف خسوفا ذهب، وخسفه اللّه يريد أذهبه في الأرض به. دخر دخورا تصاغر، وفعل ما يؤمر شاء أو أبى. فقال ابن عطية : تواضع. قال ذو الرمة :
فلم يبق إلا داخر في مجلس ومنجحر في غير أرضك في حجر
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ : تقدم إعراب ماذا، إلا أنه إذا كانت ذا موصولة لم يكن الجواب على وفق السؤال، لكون ماذا مبتدأ وخبر، أو الجواب نصب وهو جائز، ولكن المطابقة في الإعراب أحسن. وقرأ الجمهور : خيرا بالنصب أي : أنزل خيرا. قال الزمخشري :(فإن قلت) : لم نصب هذا، ورفع الأول؟ (قلت) : فصلا بين جواب المقر وجواب الجاحد، يعني : أنّ هؤلاء لما سئلوا : لم يتلعثموا وأطبقوا الجواب على السؤال مكشوفا مفعولا للإنزال فقالوا : خيرا، وأولئك عدلوا بالجواب عن السؤال فقالوا : هو أساطير الأولين، وليس من الإنزال في شيء انتهى. وقرأ زيد بن علي : خير بالرفع أي :
المنزل فتطابق هذه القراءة تأويل من جعل إذا موصولة، ولا تطابق من جعل ماذا منصوبة، لاختلافهما في الإعراب، وإن كان الاختلاف جائزا كما ذكرنا. وروي أن أحياء العرب


الصفحة التالية
Icon