البحر المحيط، ج ٩، ص : ١٢٣
والخبيبون والمهلبون. وحكى أبو عمرو أن مناديا نادى يوم الكلاب : هلك اليزيديون.
وقال الزمخشري : لو كانا جمعا، لعرف بالألف واللام. وقرأ أبو رجاء، والحسن : على الياسين، بوصل الألف على أنه جمع يراد به إلياس وقومه المؤمنون، وحذفت ياء النسب، كما قالوا : الأشعرون، والألف واللام دخلت على الجمع، واسمه على هذا ياس. وقرأ ابن مسعود، ومن ذكر معه أنه قرأ إدريس : سلام على إدراسين. وعن قتادة : وإن إدريس.
وقرأ : على إدرسين.
وقرأ ابن عليّ : إبليس، كقراءته وإن إبليس لمن المرسلين. إِلَّا عَجُوزاً : هي امرأة لوط، وكانت كافرة، إما مستترة بالكفر، وإما معلنة به. وكان نكاح الوثنيات عندهم جائزا. مُصْبِحِينَ
: أي داخلين في الأصباح. والخطاب في وَإِنَّكُمْ
لقريش، وكانت متاجرهم إلى الشام على مدائن قوم لوط. أَفَلا تَعْقِلُونَ
، فتعتبرون بما جرى على من كذب الرسل.
وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ، فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ، أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ، أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ، وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ، أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ، ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ، أَفَلا تَذَكَّرُونَ، أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ، فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
يونس بن متى من بني إسرائيل. وروي أنه نبىء وهو ابن ثمان وعشرين سنة، بعثه اللّه إلى قومه، فدعاهم للإيمان فخالفوه، فوعدهم بالعذاب، فأعلمهم اللّه بيومه، فحدده يونس لهم. ثم إن قومه لما رأوا مخايل العذاب قبل أن يباشرهم تابوا وآمنوا، فتاب اللّه عليهم وصرف العذاب عنهم.
وتقدم شرح قصته، وأعدنا طرفا منها ليفيد ما بين الذكرين.
قيل : ولحق يونس غضب، فأبق إلى ركوب السفينة فرارا من قومه
، وعبر عن الهروب بالإباق، إذ هو عبد اللّه، خرج فارا من غير إذن من اللّه. وروي عن ابن مسعود أنه لما أبعدت السفينة في البحر، ويونس فيها، ركدت. فقال أهلها : إن فيها لمن يحبس اللّه السفينة بسببه، فلنقترع. فأخذوا لكل سهما، على أن من طفا سهمه فهو، ومن غرق سهمه فليس إياه، فطفا سهم يونس. فعلوا ذلك ثلاثا، تقع القرعة عليه، فأجمعوا على أن يطرحوه. فجاء إلى ركن منها ليقع منها، فإذا بدابة من دواب البحر ترقبه وترصد له. فانتقل


الصفحة التالية
Icon