البحر المحيط، ج ٩، ص : ١٦٨
الكفار وقال الجبائي : أصحاب الكبائر كفارا كانوا أو لم يكونوا. وقال ابن عباس، المعنى : الذين طغوا عليّ وكذبوا رسلي لهم شر مآب : أي مرجع ومصير. فَبِئْسَ الْمِهادُ : أي هي. هذا في موضع رفع مبتدأ خبره جَهَنَّمَ، وَغَسَّاقٌ، أو خبر مبتدأ محذوف، أي العذاب هذا، وحميم خبر مبتدأ، أو في موضع نصب على الاشتغال، أي ليذوقوا. هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ : خبر مبتدأ، أي هو حميم، أو مبتدأ محذوف الخبر، أي منه حميم ومنه غساق، كما قال الشاعر :
حتى إذا ما أضاء الصبح في غلس وغودر البقل ملوى ومحصود
أي : منه ملوى ومنه محصود، وهذه الأعاريب مقولة منقولة. وقيل : هذا مبتدأ، وفليذوقوه الخبر، وهذا على مذهب الأخفش في إجازته : زيد فاضربه، مستدلا بقول الشاعر :
وقائلة خولان فانكح فتاتهم والغساق، عن ابن عباس : الزمهرير وعنه أيضا، وعن عطاء، وقتادة، وابن زيد : ما يجري من صديد أهل النار وعن كعب : عين في جهنم تسيل إليها حمة كل ذي حمة من حية أو عقرب أو غيرهما، يغمس فيها فيتساقط الجلد واللحم عن العظم وعن السدي : ما يسيل من دموعهم وعن ابن عمر : القيح يسيل منهم فيسقونه. وقرأ ابن أبي إسحاق، وقتادة، وابن وثاب، وطلحة، وحمزة، والكسائي، وحفص، والفضل، وابن سعدان، وهارون عن أبي عمرو : بتشديد السين. فإن كان صفة، فيكون مما حذف موصوفها، وإن كان اسما، ففعال قليل في الأسماء، جاء منه : الكلاء، والجبان، والفناد، والعقار، والخطار. وقرأ باقي السبعة : بتخفيف السين. وقرأ الجمهور : وَآخَرُ على الإفراد، فقيل : مبتدأ خبره محذوف تقديره : ولهم عذاب آخر. وقيل : خبره في الجملة، لأن قوله :
أَزْواجٌ مبتدأ، ومِنْ شَكْلِهِ خبره، والجملة خبر. وآخر، وقيل : خبره أزواج، ومن شكله في موضع الصفة، وجاز أن يخبر بالجمع عن الواحد من حيث هو درجات، ورتب من العذاب، أو سمى كل جزء من ذلك الآخر باسم الكل. وقال الزمخشري : وآخر، أي وعذاب آخر، أو مذوق آخر وأزواج صفة آخر، لأنه يجوز أن يكون ضروبا أو صفة للثلاثة، وهي : حميم وغساق وآخر من شكله. انتهى. وهو إعراب أخذه من الفراء. وقرأ الحسن، ومجاهد، والجحدري، وابن جبير، وعيسى، وأبو عمرو : وأخر على الجمع،


الصفحة التالية
Icon