البحر المحيط، ج ٩، ص : ٣٥٧
عشوت إلى النار، إذا استدللت عليها ببصر ضعيف. وقيل : عشى يعشى، إذا حصلت الآفة في بصره. وعشا يعشو : نظر المغشي ولا آفة به، كما قالوا : عرج لمن به الآفة، وعرج لمن مشى مشية العرجان من غير عرج. قال الحطيئة :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد
أي : تنظر إليها نظر المغشي، لما يضعف بصر من عظيم الوقود به، ومنه قول حاتم :
أعشو إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
الصحفة، قال الجوهري : هي القصعة، وقال الكسائي : أعظم القصاع الجفنة، ثم القصعة تليها تسع العشرة، ثم الصحفة تسع الخمسة، ثم المكيلة تسع الرجلين والثلاثة.
والصحيفة : الكتاب، والجمع : صحف وصحائف. الكوب، قال قطرب : الإبريق لا عروة له. وقال الأخفش : الإبريق لا خرطوم له، وقيل : كالإبريق، إلا أنه لا أذن له ولا مقبض.
قال أبو منصور الجواليقي : إنما كان بغير عروة ليشرب الشارب من أين شاء، لأن العروة ترد الشارب من بعض الجهات. انتهى. وقال عدي :
متكئا تصفق أبوابه يسعى عليه العبد بالكوب
أبرم، قال الفراء : أبرم الأمر : بالغ في إحكامه، وأبرم القاتل، إذا أدهم، وهو القتل الثاني والأول يقال له سجيل، كما قال زهير :
من سجيل وبرم انتهى. والإبرام : أن يجمع خيطين، ثم يفتلهما فتلا متقنا والبريم : خيط فيه لونان.
حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ. إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ. أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ. وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ. وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ. فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ. وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ. الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ. وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ. لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ. وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ. أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ. وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ