مفاتيح الغيب، ج ١٤، ص : ٢١٧
حيث انه لا مشقة فيه فلا يتعلق به التكيف وثانيها : ان زوج آدم وحواء ويجب ان نذكر انه تعالى كيف خلق حواء وثالثها : ان تلك الجنة كانت جنة الخلد او جنة من جنان السماء او جنة من جنان الأرض ورابعها : ان قوله : فَكُلا امر اباحة لا امر تكليف وخامسها : ان قوله : وَلا تَقْرَبا نهي تنزيه او نهي تحريم. وسادسها : أن قوله : هذِهِ الشَّجَرَةَ المراد شجره واحده بالشخص أو النوع. وسابعها : أن تلك الشجرة اي شجرة كانت وثامنها : ان ذلك الذنب / كان صغيرا او كبيرا وتاسعها : انه ما المراد من قوله :
فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ وهل يلزم من كونه ظالما بهذا القربان الدخول تحت قوله تعالي : أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود : ١٨] وعاشرها : أن هذه الواقعة وقعت قبل نبوة آدم عليه السلام او بعدها فهذه المسائل العشرة قد سبق تفصيلها وتقريرها في سورة البقرة فلا نعيدها والذي بقي علينا من هذه الآية حرف واحد وهو انه تعال قال في سورة البقرة : وَكُلا مِنْها رَغَداً [البقرة : ٣٥] بالواو وقال هاهنا : فَكُلا بالفاء فما السبب فيه، وجوابه من وجهين : الاول : ان الواو تفيد الجمع المطلق والفاء تفيد الجمع على سبيل التعقيب فالمفهوم من الفاء نوع داخل تحت المفهوم من الواو ولا منافاة بين النوع والجنس ففي سورة البقرة ذكر الجنس وفي سورة الأعراف ذكر النوع.
[سورة الأعراف (٧) : الآيات ٢٠ إلى ٢٢]
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (٢٠) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ (٢١) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٢)
[في قوله تعالى فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما] يقال : وسوس إذا تكلم كلاما خفيا يكرره وبه سمي صوت الحلي وسواسا وهو فعل غير متعد كقولنا :
ولو لوت المرأة وقولنا : وعوع الذئب ورجل موسوس بكسر الواو ولا يقال موسوس بالفتح ولكن موسوس له وموسوس إليه وهو الذي يلقي إليه الوسوسة، ومعنى وسوس له فعل الوسوسة لأجله ووسوس إليه ألقاها إليه، وهاهنا سؤالات :
السؤال الاول : كيف وسوس إليه وآدم كان في الجنة وإبليس اخرج منها.
والجواب : قال الحسن : كان يوسوس من الأرض إلى السماء وإلى الجنة بالقوة الفوقية التي جعلها اللّه تعالى له وقال ابو مسلم الاصفهاني : بل كان آدم وإبليس في الجنة لان هذه الجنة فتلك القصة الركيكة مشهورة وقال آخرون : ان آدم وحواء ربما قربا من باب الجنة، وكان إبليس واقفا من خارج الجنة على بابها فيقرب فيقرب أحدهما من الاخر وتحصل الوسوسة هناك.
السؤال الثاني : ان آدم عليه السلام كان يعرف ما بينه وبين إبليس من العداوة فكيف قبل قوله والجواب : لا يعبد ان يقال ان إبليس لقي آدم مرارا كثيرة ورغبة في أكل الشجرة بطرق كثيرة فلأجل


الصفحة التالية
Icon