وسلم ما أخذته عنه، وتدري ما ذاك لأني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة.
قلت: وقراءة الفتح أيضاً قراءة متواترة قرأها من السبعة الإمام الكسائي، ومن العشرة يعقوب الحضرمي (١)
وإنما أنكرها أبو عمرو لأنها لم تبلغه على وجه التواتر والخبر قد يتواتر عند قوم دون قوم (٢).
وقال ابن مجاهد: أخبرنا الأصمعي (٣) قال: سمعت أبا عمرو ابن العلاء يقول: لولا أنه ليس لي أن أقرأ إلا بما قد قرئ به لقرأت حرف كذا كذا وحرف كذا كذا (٤).
وقال أبو عمرو عن نفسه: والله ما قرأت حرفاً إلا بأثر (٥) ولما كان التواتر أعظم شروط صحة القراءة وقبولها خالف الأئمة قواعدهم النحوية وعولوا عليه فهذا أبو عمرو البصري يخالف مذهبه النحوى ويعول على التواتر
(١) النشر: ٢/٤٠٠.
(٢) جمال القراء: ١/٢٣٥، منجد المقرئين: ٦٨.
(٣) أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الأصمعي البصري ولد سنة: (بضع وعشرين ومائة) حدّث عن ابن عون، وسليمان التيمي، ومسعر بن كدام روى القراءة عن نافع، وأبي عمرو البصري، وله عنهما نسخة، روى عنه القراءة محمد بن يحيى القطيعي مات سنة: (٢١٦؟) عن احدى وتسعين سنة.
تاريخ بغداد: ١٠/٤١٠، تهذيب الكمال: ١٨/٣٨٢، الأنساب السمعاني: ١٠/٢٩٣، نزهة الألباء: ١١٢، سير أعلام النبلاء: ١٠/١٧٥، غاية النهاية: ١/٤٧٠
(٤) السبعة ابن مجاهد: ٤٨، نكت الانتصار: ٤١٦.
(٥) الكامل للهذلي لوحة: ١٢/أ.