عائشة (١) رضي الله عنها أنها كانت تقرأ (تَلِقونه) (٢) وتقول إنما هو من ولْق الكذب فقال يحيى ما يضرك أن لا تكون سمعته من عائشة.
نافع ثقة على أبي، وأبي ثقة على عائشة وما يسرني أني قرأتها هكذا ولي كذا وكذا، قلت ولم؟ وأنت تزعم أنها قالت، قال: لأنه غير قراءة الناس ونحن لو وجدنا رجلاً يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه.
نجيء به عن الأئمة عن الأئمة عن النبي ﷺ عن جبريل عن الله عز وجل، وتقولون أنتم حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى ما أدري ماذا؟
وقال هارون (٣) ذكر ذلك لأبي عمرو- يعني القراءة المعزوة إلى عائشة - فقال: قد سمعت من قبل أن تولد ولكنا لا نأخذ به (٤).
قال ابن خالويه بعد ذكره لبعض الوجوه الجائزة لغة في لفظ (الحمد لله).
قال: وهذه الوجوه الأربعة في الحمد وإن كانت سائغة في العربية فإني
(١) عائشة بنت أبي بكر الصديق أم المؤمنين رضي الله عنها روت عن رسول الله صلى الله عيه وسلم الكثير، وعن أبيها وعن عمر توفيت سنة: (٥٨؟).
الإصابة: ٨/١٦.
(٢) سورة النور آية: ١٥، أي بفتح التاء وكسر اللام وتخفيف القاف وهي قراءة شاذة: إعراب القراءات الشاذة: ٢/١٧٧.
(٣) هارون بن موسى أبو عبد الله الأعور العتكي البصري روى القراءة عن عاصم بن أبي النجود وعبد الله بن كثير وأبي عمرو بن العلاء توفى سنة (٢٠٠؟).
غاية النهاية: ٢/٣٤٨.
(٤) شرح النويري على الطيبة: ١/١٢٥.