ج٤ص٣١٣
الواقعات وبه نالوا القدج المعلى، والدرجات العلى لأنّ القصد في مثله إلى أن ذلك الفرد فيه من المزية ما صيره مغايرا لجنسه لأن المزية ليس المراد بها الشرف، وكثرة الثواب فقط حتى يتوهم هذا بل ما يشمل كون شأنه عجيباً، وما وقع فيه غريبا للظفر بعد اليأس والفرج بعد الشدة إلى غير ذلك من المزايا فإن قلت لم منعه هنا، ولم يمنعه في سورة هود في قوله :﴿ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [ سورة هود، الآية : ٩٩ ] قلت فسرهما هناك بالدارين إشارة إلى أنهما ظرفا مكان تاويلا وهذا لا يتأتى هنا فتدبر. قوله :
( ولا يمنع إبدال قوله إذا أعجبتكاً الخ ) هذا رذ على ما ذهب إليه في الكشاف من أنه مانع على تقدير جواز عطف أحد الظرفين على الآخر إلا أن يقدر منصوبا باذكر مقدراً، وقد علمت أنه لا وجه له وما أراد المنصف رحمه الله، وتحقيقه ويعلم مما قدمناه وقوله :( فيما أضيف إليه ) المعطوف يعني الإعجاب بالكثرة، والمضاف إليه إذ ولكونه بدلاً مقصوداً بالنسبة جعله معصوفا أو المراد بالإضافة التقييد. قوله :( وحنين واد بين مكة والطائف ) على ثلاثة أميال من مكة
والطلقاء جمع طليق، وهو المطلق من أسر ونحوه وغلب على الذين من عليهم النبيّ لمجلى بالإطلاق يوم الفتح، وقوله :( هوازن وثقيف ( قبيلتان معروفتان والظاهر أنه مفعول حارب والفاعل رسول الله ﷺ لقوله والمسلمون بالرفع لكن كان الظاهر وثقيفا بالنصب لأنه منصرف فقيل إنه منعه من الصرف لمشاكلة هوازن، ولا يخفى أنه اسم لقبيلة فيصرف لأنه بمعنى حيّ ويمتنع لأنه بمعنى قبيلة فلا وجه للتردد فيه. قوله :( قال النبئ ﷺ أو أبو بكر رضي الله تعالى عنه أو غيره من المسلمين ) ) ١ ( وهو سلمة بن سلامة قال الإمام إسناده إلى النبيئ لمجر بعيد لقطع نظره ﷺ عن كل شيء سوى الله، وكونه غيرهـ منصوص عليه رواية كما في الدر، وقوله :( لن نغلب ) مجهول، ) ومن قلة ) أي غلبة بسبب القلة ناشئة عنها، والمراد إثبات الغلبة بالكثرة كناية واعجابا بكثرتهم أي فالوا لما أعجبتهم كثرتهم فأدركهم غرور بذلك، وان كان من بعضهم لأن القوم يؤخذون بفعل بعضهم قيل، والحكمة أنّ الله أراد أن يظهر أن غلبتهم بتأييد الهيّ لا بقلة وكثرة، وقوله :( فأدرك المسلمين إعجابهم ) أي شآمته ووخامته، والفل بفتح وتشديد المنهزم يقع على الواحد وغيره، وقوله :( في مركزه ( أي مقره ومحله الأوّل. قوله :( ليس معه إلا عمه العباس رضي الله عنه آخذا بلجامه الخ ( هذه رواية لكنه قيل الصحيح ما في رواية أخرى من أن طلقاء أهل مكة فرّوا قصد الإلقاء الهزيمة في المسلمين والنبيّ مجش!ه على دلدل، وهي بغلته الشهباء لا يتخلخل، ومعه العباس رضي الله عنه آخذاً بلجامه وابن عمه أبو سفيان بن الحرث وابنه جعفر وعليّ بن أبي طالب وربيعة بن الحرث والفضل بن العباس، وأسامة بن زيد وأيمن بن عبيد وهو قتل بين يدي النبيّءش!ه وهؤلاء من أهل بيته، وثبت معه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فكانوا عشرة رجال، ولذا قال العباس رضي الله تعالى عنه :
نصرنارسول الله في الحرب تسعة وقد فرّمن قد فر منهم واقشعوا
وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه بما مسه في الله لايتوجع
ولذا قيل إنّ المصنف رحمه الله لم يصب فيما ذكره. قوله :) وناهيك بهذا شهادة الخ )
فانّ الصحابة رضي الله عنهم اتفقوا على أنه مج!ن! كان أشجع الناس، وكانوا إذا اشتذ الحرب اتقوا برسول الله لمج!، وشزف وكرّم وناهيك بمعنى يكفيك وحسبك به دليلا عليه تقول هذا
جل ناهيك من رجل، ونهيك من رجل ونهاك من رجل يستوي فيه المفرد المذكر وغيره، والمراد به المدح كأنه ينهاك عن تطلب غيره، وهو مبتدأ أو الباء زائدة وركوبه مج!ييه البغلة أيضا إظهارأ لثباته، وأنه لم يخطر بباله مفارقة القتال، وقوله :( صيتا ) بالتشديد أي جهوريّ الصوت شديده، وهو بيان لسبب تخصيصه بالأمر، وقوله :( يا أصحاب الشجرة ) أي يا أصحاب بيعة الرضوان المذكورين في قوله تعالى :﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾ [ سررة الفتح، الآية : ٨ ] وتوله :( يا أصحاب سورة البقرة ) قيل : هم المذكورون في قوله تعالى :﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾
[ سورة البقرة، الآية : ٢٨٥ ] وقيل : الذين أنزل عليهم سورة البقرة، وقيل : المراد الذين حفظوها