ج٦ص١٩٩
الوحي لا يكون إلا بوحي، ويخل بضم الياء وفتح الخاء من أخل الفارس بمركزه إذا ترك موضعه المعين له ولعظم متعلق بينبغي، وقوله : بأن الخ فهي مصدرية قبلها جار مقدر أو تفسيرية لما يوحي، ويجوز على المصدرية كونه بدلا من ما أيضا. قوله :( والقذف يقال للألقاء وللوضع الخ ( أصل القذف والرمي بمعنى الإلقاء ولكنه لاستلزامه للوضع قد يطلق عليه وان لم يكن الموضوع محسوسا وهو المراد هنا في الموضعين ويجوز أن يكون بمعنى الوضع في الأول والإلقاء في الثاني أي ألقيه في اليم وهو ظاهر. قوله :( فلام الخ ( أي وضع فيه الحسن وتمامه :
له سيمياءلاتشق على البصر
ويافعا حال واليفع راليافع الصغير السن وهو القريب من العشرين سنة أو الذي لم يبلغ،
وهو من شعر عويف القوافي بن معاوية الفزاري الكوفي يمدح به عبد الرحمن بن محمد بن مروان وكان شابا في غاية الجمال أنزله عنده وكفاه مؤنته بما أغدقه عليه، وقد لقيه من غير معرفة بينهما فقال يمدحه :
غلام رماه الله بالحسن يافعا له سيمياءلاتشق على البصر...
كأن الثريا علقت في جبينه وفي وجهه الشعري وفي خذه القمر...
ولما رأى لمجد استعيرت ثيابه ترذى رداء واسع الذيل واتزر...
إذا قيلت العوراء اغضي كأنه ذليل بلا ذل ولوشاء لانتصر...
دعاني فآساني ولو صذلم ألم على حين لا باد يرجى ولا حضر...
وسمي عويف القوافي لقوله :
سأكذب من قد كان يزعم أنني إذا قلت قولالا أجيد القوافيا...
والسيمياء بالمذ والقصر العلامة. قوله : الما كان القاء البحر الخ ( إنما قال : لتعلق
الإرادة لأنه لا يجب على الله شيء لكن إذا تعلقت الإرادة بشيء فلا بد من وتوعه كالواجب، وقوله : كأنه ذو تمييز إشارة إلى أنه استعارة بالكناية بتشبيه أليم بمأمور منقاد! ماثبات الأمر تخييل، وقيل : إن قوله فليلقه استعارة تصريحية تبعية والمراد بالجواب جواب الأمر، وقوله : والأولى أن يجعل الخ إشارة إلى أن بعض الضمائر يحتمل أن يعود إلى التابوت لأنه المقذوف والملقي لكن فيه تفكيك للنظم لكنه أشار بقوله : الأولى إلى أنه جائز إذا قامت عليه قرينة أو رجحه مرجح كالقرب هنا لو لم يعارضه أن المقصود بيان أحوال موسى عليه الصلاة والسلام وهذا يحتمل أنه رد على الزمخشري إذ قال فيه هجنة لما يؤذي إليه من تنافر النظم. قوله :( فموسى عليه الصلاة والسلام بالعرض ( إنما كان بالعرض لأن التابوت خشب يعلو الماء ويدفعه الموج لكنه بإلقائه يلقى ما فيه، والظاهر أنه حقيقة لا مجاز كما قيل، وقوله : جواب لأن القراءة بالجزم ووجه المبالغة في التكرير أنه يدل على أن عداوته كثيرة لا واحدة، ولو قيل : عدو لي وله جاز ولا يلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز، !ان كان جائزا عند المصنف رحمه الله لأنه صفة مشبهة دالة على الثبوت الشامل للواقع والمتوقع أو هو عدو لموسى عليه الصلاة والسلام حينئذ في الواقع إذ هو يبغض كل مولود في تلك السنة، وقيل : إنه من عموم المجاز، وقوله : قيرته أي طلته بالقار وهو الزفت لئلا يدخل فيه الماء فيهلك والبركة بكسر الموحدة وسكون الراء المهملة مستنقع الماء من غير بناء، والحوض ما بنى منه في الأكثر وقوله : يشرع أي يدخل فيه، وقوله : فأمر به أي بإخراجه ففيه مضاف مقدر، وأصبح من الصباحة بالموحدة وهي الجمال، وقوله : فأذاه إلى بركة يخالف قوله : بالساحل فإما أن يكون ألقاه أولا إلى الساحل ثم بعد ذلك إلى البركة أو يراد بالساحل الطرف والجانب مطلقا وهو الأولى وإليهما سيشير المصنف رحمه الله. قوله :( أي محبة كائنة مني ( فالجار والمجرور صفة لها، وزرعها في القلوب استعارة لإظهارها وايجادها كما قلت :
أنبتت حبة الفؤادبقلبي لك حبآماشأنه تبذير...
وعدم الصبر لانجذاب القلوب له، وقوله : أي أحببتك الخ فالمعنى على هذا أن الملقي
محبة الله تعالى ومحبة العباد له لأن من أحبه الله أحبه الناس كما ورد في الحديث، وعلى الأول الملقي محبة الناس التي هي