ج٦ص٢١٨
فالإسناد مجازي كما أشار إليه. قوله :( أي أضلهم في الدين ( لا في الفريق كما يشير إليه ما قبله وفي قوله : هداهم إشارة إلى أن المفعول حذف للفاصلة وقيام القرينة وهو الظاهر لا تنزيله منزدة اللازم ولا جعله بمعنى اهتدى، وأما توهم تكريره مع أضل وأنه توكيد له فينبغي فيه ترك العاطف فيدفعه أنه قصد التهكم به ففيه فائدة أخرى تقتضي المغايرة فلا وجه لما ذكر، وإذا أريد ما هداهم في وقت ما يفيد ما لم يفده لكنه ليس بلازم لدفع التكرار. قوله :( وهو تهكم به الخ ( فإن قلت التهكم أن يؤتى بما قصد به ضده استعاة ونحوها وكونه لم يهد مجرد إخبار عما هو كذلك في الواقع، قلت قا أسا في الأنتصاف وغيره من شروح الكشاف هو كذلك ونكن العرف في مثله يدل
على كونه عالماً بطريق الهداية مهتديا في نفسه لكنه لم يهد وفرعون ليس كذلك فلما ذكر كونه
مضلاً تعين كون هذا المعنى سواه وهو التهكم، وهذا معنى لطيف فاحفظه، وقيل : ليس المراد
الاستعارة التهكمية بل التهكم اللغوي وهو الاستهزاء وفيه بحث ثم قال : إنه كمن ادعى دعوى
وبالغ فيها فلما حان وقتها قيل له : لم لم تأت بما ادعيت تهكما واستهزاء، ولا يخفى أن دلالته
على ما ذكر بواسطة التلميح. قوله :( في قوله وما أهديكم الخ ( يعني أنه من التلميح لما ذكر
مما ادّعاه وبما تضمنه من الاستهزاء غاير ما قبله فلا يرد عليه أنّ حقه عدم العطف وقوله : أو
أضلهم الخ، فالضلال بمعنى آخر، وقوله بما فعل الخ متعلق بخطاب، وقيل : تقديره امتنانا بما
الخ. قوله :( بمناجاة موسى الخ ( هو تفسير معنى لا إعراب فإن كان تفسير إعراب فمفعوله
مقدر وهو المناجاة، وجانب الطور منصوب على الظرفية لأن جنب وما بمعناه سمع نصبه على
الظرفية من العرب كما ذكره الراغب وابن مالك في شرح التسهيل فمن قال إنه محدود لا
ينتصب بتقدير في وأن الأولى ما في بعض النسخ لمناجاة باللام وجانب مفعول واعدنا على
الاتساع أو بتقدير مضاف أي إتيان جانب الخ لم يصب، والذي غره فيه كلام المعرب، وقوله :
للملابسة أي هو مجاز في النسبة بجعلهم كأنهم كلهم مواعدون، وقوله : على التاء أي بضمير
المتكلم. قوله :( والأيمن بالجرّ على الجوار ) أي قرئ به وهو صفة لجانب بدليل قراءة النصب
ولأنّ الموصوف بأنه أيمن جانبه لا هو وما قيل إن الجز الجوارفي شاذ لا ينبغي تخريج القرآن
عليه والصحيح أنه صفة للطور من اليمن أي البركة أو لكونه على يمين من يستقبل الجبل رذ
بأن شذوذه على تسليمه لا ينافي تخريج قراءة شاذة عليه وقوله : لكونه على يمين الخ، غير
ظاهر. قوله :( والتعدي لما حد اللّه الخ ( كان الظاهر عما حد الله لأنه يتعدى بعن لما ترك
وباللام لما فعل، ولذا قيل : المراد بما حده المحرّمات وهو مع إخراجه للمشتبهات عن
الطغيان غير مناسب في الأولى أنه من المتعدي بنفسه كقوله : ومن يتعد حدود الله واللام زائدة
لتقوية المصدر من غير احتياج لما تكلفوه وانبطر عدم القيام بحقوق النعمة. قوله :( فيلزمكم (
أي يتيقن ويتحقق وقوعه وأصله من الحلول وهو في الأجسام فاستعير لغير هائم شاع حتى صار حقيقة فيه، وتردّى هلك من الردا ولذا عطفه عليه للتفسير وأصله كالهوفي الوقوع من علو، وقوله : وقع في الهاوية أي النار فيكون بمعنا. الأصلي إذا أريد به فرد مخصوص منه لا بخصوصه، وقوله : بالضم الخ إشارة إلى ما في الكشاف من أنّ الذي في معنى الوجوب بالكسر والمضموم في معنى النزول، وفي المصباج حل العذاب يحل ويحل حلولاً هذه وحدها بالضم والكسر والباقي بالكسر فقط، وحللت بالبلد من باب قعد إذا نزلت به، وقوله : عن الشرك قيده به لاقتضاء المقام، ولذا فسر آمن بمعنى عام ليفيد ذكره بعده. قوله :( ثم استقام الخ ) أي استمرّ عميه وهو تفسير لقوله : ثم اهتدى بما ورد التصريح به في آية أخرى وثم إما للتراخي باعتبار الانتهاء لبعده عن أوّل الاهتداء، أو للدلالة على بعد ما بين المرتبتين فإنّ المداومة أعظم وأعلى من الشروع كما قيل :
لكل إلى شأو العلا حركات ولكن قليل في الرجال ثبات...
وهذا هو المختار في الكشاف وشروحه. قوله :( سؤال عن سبب العجلة ( ما الاستفهامية
في الأصل للسؤال عن الشيء، وقد تكون للسؤال عن وجهه وسببه، والثاني هو المراد هنا والسؤال يقع من الله


الصفحة التالية
Icon