ج٦ص٨٧
( قول السيد الخ ) الصيد علم رئيس من رؤسائهم، ونجران علم موضع كان به قوم من نصارى العرب وفدوا على النبيّ ﷺ، وقوله : وكان يعقوبيا النصارى ثلاث فرق يعقوبية ونسطورية وملكانية، وتفصيل مذاهبهم وما قالوه في الأقانيم مذكور في الملل والنحل. قوله :( وكان ئسطورياً الخ ) في الملل والنحلل نسطور رأس هذه الفرقة كان في زمن الماً مون، وهذا مما خطأه فيه المؤرّخون بل هو قديم قبله كما في الكامل ولما سلمه صاحب الكشف ورأى ما يرد على هذا من أن نصارى نجران في هذه القصة قبل خلق الثأمون أوّله بأنّ المراد أنه كان على مذهب قديم أظهره نسطور ونصره فنسب إليه الآن فالتسمية متأخرة ومسماها متقدم، ولا حاجة إليه لما عرفت. قوله :( يرمون رمياً بالخبر ) إشارة إلى أنه منصوب على المصدر بفعل
مقدّر وأنّ الرجم بمعنى الرمي وهي الحجارة وهو استعارة للتكلم بما لم يطلع عليه لخفائه عنه تشبيهاً له بالرمي بالحجارة التي لا تنفذ ولا تصيب غرضا، ومرمي كالسهام ولذا لم يقل رمياً وهو من تشبيه المفعول بالمحسوس بل المحسوس بالمحسوس والخبر الخفيّ تفسير للغيب بمعنى الغائب عنهم، ومطلع مصدر ميميّ أو اسم مكان، وجوّز في نصبه أن يكون على الحالية أو مفعولاً له أو منصوبا بيقولون لأنه بمعناه، وقوله : واتيانا به أي بالخبر معطوف على رميا تفسير للمراد به. قوله :( أو ظناً بالغيب من قولهم رجم الخ ( يجوز في ظنا أن يعطف على رمياً وهو الظاهر، وهو عليه أيضاً منصوب على المصدرية لمقدر واستعارة لكنه في الأوّل للتكلم من غير علم وملاحظة، وعلى هذا للظن ويجوز عطفه على إتيانا به، بيانا لأنه مستعار لا يراد الخبر من غير علم أو للظن، وقوله : من قولهم رجم بالظن إذا ظن يعني أنه شبه ذكر أمر من غير علم يقينيّ واطمئنان قلب بقذف الحجر الذي لا فائدة في قذفه ولا يصيب مرماه ثم استعير له ثم وضع الرجم موضع الظن حتى صار حقيقة عرفية فيه كما قال زهير :
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمو وما هو عنها بالحديث المرجم...
أي المقول بالظن، والظن في قوله : رجم بالظن بمعنى المظنون كما قاله الطيبي وغيره :
والباء فيه للتعدية على تشبيه الظن بالحجر المرميّ على طريق الكناية وليس بوهم بناء على أنها للسببية، كما قيل : وإن كان له وجه. قوله :( وإنما لم يذكر بالسين ) أي في يقولون كما ذكرها أوّلاً لأنه بدونها يستعمل للاستقبال وما قبله قرينة على إرادته فاكتفى به، وأما عطفه على مدخول السين فتكلف. قوله :( إنما قاله المسبمون بأخبار الرسول لهم عن جبريل عليهما الصلاة والسلام الخ ) أي لا رجما بالغيب كما يدل عليه التقابل والسياق والسباق كما أشار إليه المصنف رحمه الله، ومن لم يفهم مراده قال إنّ الظاهر حذف إنما، وقوله : وايماء الله الخ بالجر عطف على إخبار الرسول ﷺ فيكون قولهم : بعد نزول الآية كما تدل عليه السين، وفيه بحث. قوله :( بأن اتبعه قوله قل الخ ( يعني أنه خالف بين خاتمة الأقوال، فأتغ الأوّلين ما يدل على عدم حقيتهما والثالث ما يدلّ على صدقه فإنّ إثبات الأعلمية مشعر بالعالمية ولذا ذكر بعده قوله ما يعلمهم إلا قليل وقال ابن عباس رضي الله عنهما أنا من ذلك القليل، وقوله : أعلم أي أقوى وأقدم في العلم ممن علمه من المسلمين لا من الطائفتين الأوليين إذ لا علم لهم والمثبت في قوله : ما يعلمهم الخ العالمية فلا يعارض كون إلا علمية لله تعالى، وقوله : وأتبع معص!أبئ
على أتبعه والأوّلين مثنى أي الفريقين أو القائلين الأوّلين. قوله :( وبأن أثبت العلم بهم لطائفة الخ ) بيان لبعض وجوه الإيماء المذكور وهو معطوف على قوله : بأن أتبعه وأعاد الباء إشارة إلى أنه وجه آخر لا يتوقف على الاتباع، وكون العلم لطائفة أي من البشر بقرينة المقام، وقوله : فإنّ عدم إيراد رابع تعليل للحصر، وقوله : في نحو هذا المحل أي محل البيان لما قيل فيهم، وقوله : دليل العدم لأنه لو وجد أورد، وليس محلا للسكوت عنه، وقوله : مع أنّ الأصل وهو أنّ العدم أصل في الأشياء حتى يثبت خلافه بدليل فيؤيد نفيه هنا، وقوله : ثم رد بصيغة الماضي معطوف على حصر، وقيل إنه مصدر مجرور معطوف على ما حصر وما مصدرية. قوله :( وبأن ادخل فيه الواو على الجملة الواقعة صفة الخ ( كون الواو تدخل على الجملة إذا كانت صفة لنكرة لإفادة


الصفحة التالية
Icon