ج٧ص٣٩٤
قوله :( جمع ئحسة ( بكسر الحاء صفة مشبهة من فعل يفعل كعلم، وقوله : على التخفيف أي سكون الحاء لأن السكون أخف من الحركة أو فعل بالسكون صفة كصعب، أو هو مصدر وصف به مبالغة. قوله :( آخر شوّال الخ ) ولا منافاة بين هذه النسخة، وما وقع في أخرى من آخر شباط لجواز توافق شباط وشوّال وإن كانت الثانية أظهر لأنها كانت أيام العجوز كما سيأتي في الحاقة، وفي الآية إشارة إلى أنّ الأيام منها نحس وسعد، وفي مناسك الكرماني عن ابن عباس
رضي الله عنهما الأيام كلها لله تعالى لكنه خلق بعضها نحوسا وبعضها سعوداً، وقيل : النحس هنا بمعنى البارد. قوله :( أضاف العذاب الخ ( يعني أنه من إضافة الموصوف للصفة بدليل قوله :﴿ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى ﴾ [ سورة فصلت، الآية : ١٦ ] وهو من الإسناد المجازي فإنه وصف المعذب وقوله : للمبالغة لدلالته على أن مذلة الكافر زادت حتى تصف بها عذابه كما قرر في نحو قولهم : شعر شاعر وقوله : بدفع العذاب الخ بيان لارتباطه بما جعلى تذييلاً له. قوله :) فدللناهم على الحق ) يعني أن الهداية هنا مطلق الدلالة بدليل ما بعده وتكون بمعنى الدلالة الموصلة كما في قوله :﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ [ سورة القصص، الآية : ٥٦ ] ولا كلام في استعماله لكل منهما إنما الكلام في كونه حقيقة في أيهما أو مشتركا بينهما مطلقا، أو على التفصيل بين المتعدى بنفسه وبالحرف كما تقدّم تفصيله، وعدل عن قول الزمخشري دللناهم على طريقي الضلالة والرشد كقوله :﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [ سورة البدد، الآية : ١٠ ] على ما ستراه في تفسيره فقيل : لأن ما ذكره أظهر لأن الدلالة على طريق الضلالة إضلال لا هداية، وهو كلام ناشئ من عدم التدبر لأن التفسير المذكور منقول عن قتادة وهو الذي اختاره الفزاء والزجاج وهو أنسب هنا لأنّ قوله بعده فاستحبوا الخ يقتضي أنهم دلوا على كلتا الطريقتين فاختاروا إحداهما على الأخرى فيكون بمعنى قوله : هديناه النجدين كما لا يخفى على من له ذوق سليم. قوله :( بنصب الحجج ( أي إقامتها وبيانها على ألسنة الرسل، وقوله : منوّنا لصرفه وعدم تنوينه وصرفه على العجمة أو إرادة القبيلة، وقوله : بضم الثاء على أنه مصدر أو جمع ثمد، وهو قلة الماء فسموا بذلك كما قاله الطيبي : لأنهم كانوا بديار قليلة الماء. قوله :( فاختاروا الضلالة على الهدى ) وقد استدل المعتزلة بهذه الآية على أن الإيمان باختيار العبد على الاستقلال لأن قوله : هديناهم دل على نصب الأدلة وإزاحة العلة، وقوله : استحبوا العمي الخ دل على أنهم بأنفسهم آثروا العمي ورد بأن لفظ الاستحباب يشعر بأن قدرته تعالى هي المؤثرة، وليس لقدرة العبد مدخل مّا فإن المحبة ليست اختيارية وهو من الدقائق العجيبة وإليه أشار الإمام وبه اقتدى هذا الهمام، ومعنى كونها ليست باختيارية أنها بعد حصول ما يتوقف عليه من أمور اختيارية تكون بجذب الطبيعة من غير اختيار له في ميل قلبه وارتباطه هواه بمن يحبه فهي في نفسها غير اختيارية لكنها باعتبار مقدماتها اختيارية، ومن لم يمعن النظر فيه قال : كيف لا تكون المحبة اختيارية ونحن مكلفون بمحبة رسول الله ﷺ وأصحابه، ولا تكليف بغير الاختيارية وتفصيله كما في طوق الحمامة لابن سعيد إن المحبة ميل روحاني طبيعي، وإليه
يشير قوله عز وجل :﴿ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ﴾ [ سورة الأعرأف، الآية : ١٨٩ ] أي يميل فجعل علة ميلها كونها منها، وهو المراد بقوله ﷺ :" الأرواح جنود مجندة " وتكون المحبة لأمور أخر كأحسن والإحسان والكمال، ولها آثار يطلق عليها محبة كالطاعة والتعظيم وهذه هي التي يكلف بها لأنها اختيارية، وبهذا سقط الاعتراض! فأعرفه. قوله :) صاعقة من السماء ( بالمعنى المعروف، وقيل : المراد بالصاعقة هنا الصيحة كما ورد في آيات أخر ولا مانع من الجمع بينهما وجعلها صاعقة العذاب يفيد مبالغة كالوصف بالمصدر، أو المعنى إنّ عذابهم عين الهون وان له صواعق، وقوله : من اختيار الضلالة لم يقل من عمل الضلالة لأنه أنسب بقوله : استحبوا، وقوله : من تلك الصاعقة متعلق بقوله : نجينا فلو ذكر بجنبه كان أولى أو المراد أنهم يتقون اللّه لا الصاعقة كما يتوهم، ولو علق بيتقون لم يمنع منه مانع لأن المتقي من عذاب الله متق دلّه، ولعله أخره لاحتماله للوجهين. قوله :( يوم يحشر الخ ) متعلق باذكر مقدر معطوف على قوله :﴿ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ ﴾ [ سورة فصلت، الآية : ١٣، الخ أو بما يدل عليه يحشر أو يوزعون كيجمعون ونحوه، وقوله : فهم يوزعون الفاء تفصيلية ومعنى