ج٨ص٦٣
عنها بسبب ما كما تقرّر في الأصول فتكون نسبة القدرة إلى جميع المقدورات على سواء من غير اختصاص ببعض منها دون بعض وإلا كانت متغيرة بل متخلفة، وقوله : دون شيء أي منتهية عند. غير متجاوزة له
لأنّ علتها لا تنتهي. قوله :( لانهزموا ا لأن توليته دبره كناية عن الهزيمة، وقوله : يحرسهم فسر الوليّ بالحارس لمناسبتة للمنهزم وهو أحد معانيه، وقوله : سن الخ إشارة إلى أنّ سنة منصوبة على المصدرية هنا، وقوله : في داخل مكة فهو كباطن الدار وبطن الوادي لداخله، وقوله : أظهركم إشارة إلى أنّ تعدى الظفر بعلى لتضمينه معنى الظهور والعلوّ عليهم أي الغلبة التامّة. قوله :( وذلك أن عكرمة الخ ) في الدرّ المنثور كما أخرجه ابن جرير وابن المنذو وابن أبي حاتم عن ابن أبزى أنّ النبئ ﷺ لما خرج بالهدي وانتهى إلى ذي الحليفة قال له عمر : يا نبئ اللّه تدخل على قوم لك بنير سلاح ولا كراع فبعث إلى المدينة فلم يدع فيها كراعاً ولا سلاحاً إلا حمله فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى فنزل بها فأتاه الخبر أنّ عكرمة بن أبي جهل قد جمع عليك في خمسمائة فقال لخالد بن الوليد : يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل فقال خالدا : أنا سيف الله وسيف رسوله فسمي يومنذ سيف الله فقال : يا رسول اللّه ارم بي إن شئت فبعثه على خيله فلقي كرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم دنا في الثانية فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم دنا في الثالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة فأنزل اللّه وهو الذي كف الخ، والمصنف تبع هنا ما ذكر وهو مطعون فيه لأنّ إسلام خالد رضي اللّه عنه بعد الحديبية قبل عمرة القضاء، وقيل بعدها وهي في السنة السابعة لا الثامنة كما صححه أصحاب السير، والذي رواه ابن إسحاق وغيره أنه ﷺ خرج حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال : يا رسول اللّه هذه قريث! قد سمعت بمسيرك فخرجوا معهم العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمر، وقد نزلوا بذي طوى يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم أبداً، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قدموا إلى كراع الغميم، وقال ابن سعد : قدموا مائتي فارس عليها خالد بن الوليد ويقال : عكرمة بن أبي جهل قال : ودنا خالد في خيله حتى نظر إلى أصحاب النبيّ ﷺ فامر رسول الله ﷺ عباد بن بشر فتقدم في خيله فقام بإزائه وصف أصحابه، وحانت صلاة الظهر فصلى رسول اللّه ﷺ بأصحابه صلاة الخوف، اهـ فعلم منه أنّ خالد بن الوليد كان في سرية المشركين وأنّ إدخالهم حيطان مكة لم يكن فهو مردود رواية من وجهين. قوله :( وقيل كان ذلك يوم الفتح ) أي فتح مكة والإشارة إلى بعث خالد وما بعده وهو إشارة إلى الطعن في الرواية الأولى كما سمعته آنفاً وقيل : الإشارة إلى كف الأيدي والظاهر الأوّل، وقيل : والرواية الأولى غلط منشؤه أنه ﷺ أمرّ خالد بن الوليد على بعض القبائل يوم فتح مكة فدخل من
أسفلها، وكان صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل جمعا ناساً ليقاتلوا فكان بينهم ما هو قريب من هذا كما رواه ابن إسحاق وابن هشام، قيل : ولا ينافيه قوله : بالحديبية لأنها قريبة من أسفل مكة وقد تبع المصنف في هذا الوهم بعضهم مع شغفه بالاعتراض عليه. قوله :( واستشهد به ( أي بما في هذه الآية بناء على أنها في فتح مكة كما هو ظاهر قوله : ببطن مكة لا بما في هذا الحديث من قتالهم، والمستشهد به هو أبو حنيفة رحمه اللّه ولما دخل عبئ مكة قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن فكان هذا أمانا لمن لم يقاتل منهم ولذا قال الشافعي : وغيره أنّ مكة مؤمنة وليست عنوة وقهراً والأمان كالصلح فيجوز بيع دورها وكراؤها وأكثرهم يرون فتحها عنوة لأنها أخذت بالخيل والركاب، وقد يجمع بأنّ بعضها بأمان وهو الطرف الذي دخل منه ﷺ وبعضها بحرب، وهو ما يقابله فلا يبقى محل للخلاف فتامّل. قوله :( وهو ) أي كون ذلك يوم الفتح ضعيف وقد عرفت ما فيه الضعف، وقوله : إذ السورة نزلت قبله أي قبل فتح مكة كما بينه في أوّل السورة، وما قيل عليه من أنه إن أراد أنها بتمامها نزلت قبله فليس بثابت بل هو مخالف للأثر الذي رواه في آخر التوبة والا فلا يفيد مع أنه يجوز أن يكون إخباراً عن الغيب كما مرّ في إنا فتحنا ثم إنه يرد عليه منع دلالته على العنوة فقد يكون الفتح الظفر بالبلد، ولو صلحاً كما قال الزمخشري


الصفحة التالية
Icon