تفسير التستري، ص : ١٢٤
و كان يقول :«يا ولي الإسلام وأهله ثبتني بالإسلام حتى ألقاك به» «١»، وقال :«يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك» «٢»، مع ما أمنه اللّه من عاقبته، وإنما قال ذلك تأديبا ليقتدوا به، ويظهروا فقرهم وفاقتهم إلى اللّه عزّ وجلّ، ويتركوا السكون إلى الأمن من مكره، ولذلك قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام : وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ [إبراهيم : ٣٥] وقال يوسف عليه السلام : تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ [يوسف : ١٠١] فهذا كله تبرّ من الحول والقوة بالافتقار إليه، كما قال : لَوْ لا دُعاؤُكُمْ [الفرقان : ٧٧] أي تبريكم من كل شيء سواي قولا، وقال : أنتم الفقراء إلى اللّه عزّ وجلّ.
________
(١) تقدم الحديث في تفسير سورة آل عمران.
(٢) المستدرك على الصحيحين ١/ ٧٠٦- ٧٠٧، ٢/ ٣١٧، ٤/ ٥٣٧ وسنن الترمذي ٤/ ٤٤٨ (رقم ٢١٤٠) ٥/ ٥٣٨ (رقم ٣٥٢٢)، ٥/ ٥٧٣ (رقم ٣٥٨٧) ومجمع الزوائد ٦/ ٣٢٥، ٧/ ٢١٠.


الصفحة التالية
Icon