[سورة المؤمنون (٢٣) : الآيات ٥٧ إلى ٦١]
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (٥٨) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (٥٩) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ (٦٠) أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ (٦١)يُؤْتُونَ ما آتَوْا يعطون ما أعطوا، وفي قراءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعائشة :
يأتون ما أتوا، أى يفعلون ما فعلوا. وعنها أنها قالت : قلت يا رسول اللّه، هو الذي يزنى ويسرق ويشرب الخمر وهو على ذلك يخاف اللّه؟ قال : لا يا ابنة الصدّيق، ولكن هو الذي يصلى ويصوم ويتصدّق، وهو على ذلك يخاف اللّه أن لا يقبل منه «١» يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ يحتمل معنيين، أحدهما : أن يراد يرغبون في الطاعات أشد الرغبة فيبادرونها. والثاني : أنهم يتعجلون في الدنيا المنافع ووجوه الإكرام، كما قال فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ، وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ لأنهم إذا سورع بها لهم، فقد سارعوا في نيلها وتعجلوها، وهذا الوجه أحسن طباقا للآية المتقدمة، لأن فيه إثبات ما نفى عن الكفار للمؤمنين. وقرئ : يسرعون في الخيرات لَها سابِقُونَ أى فاعلون السبق لأجلها أو سابقون الناس لأجلها. أو إياها سابقون، أى : ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم في الدنيا. ويجوز أن يكون لَها سابِقُونَ خبرا بعد خبر. ومعنى وَهُمْ لَها كمعنى قوله :
أنت لها أحمد من بين البشر «٢»
__
(١). أخرجه الترمذي، وابن ماجة، وأحمد، وإسحاق، وابن أبى شيبة والحاكم والبيهقي في الشعب. من رواية عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمذاني عن عائشة قالت : سألت فذكره. قال الترمذي وقد روى عن عبد الرحمن ابن سعيد عن أبى حازم عن أبى هريرة رضى اللّه عنه. اه وهذه الطريق أخرجها الطبري بهذا الاسناد. أن عائشة قالت : فذكره وله عنده طريق أخرى. عن عائشة فيها ليث بن أبى سليم. وهو ضعيف. وقوله وهو في قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم وعائشة يُؤْتُونَ ما آتَوْا : كأنه يشير إلى هذا الحديث. وأخرج منه ما أخرجه الحاكم.
من طريق عبد اللّه بن عمير عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله تعالى الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا كيف كان صلى اللّه عليه وسلم يقرؤها يؤتون : يأتون أو يؤتون؟ قالت أيهما أحب إليك؟ قال : الذين يأتون ما أتوا. قالت. أشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرؤها. وكذلك أنزلت» وفي إسناده يحيى بن راشد وهو ضعيف. وله طريق أخرى، عند أحمد من طريق أبى خلف الجمحي : أن عبيد بن عمير سأل عائشة نحوه وفيه إسماعيل بن مسلم المكي.
وهو ضعيف.
(٢) قصيدة رائقة صوغتها أنت لها أحمد من بين البشر
رائقة : محالية من الحشو والتعقيد. وصوغتها - بالتشديد - للمبالغة. وأنت لها : أى أهل وكفؤ لها. وأحمد : منادى.
ومن بين البشر : متعلق بمحذوف حال، أى : منتخبا من بينهم. ويجوز أن أحمد أفعل تفضيل، كذا قيل.
ويروى :
أنت لها منذر من بين البشر داهية الدهر وصماء الغير
للأعشى الحرمازي، وضمير لها مبهم يفسره قوله «داهية الدهر» أى الشديدة المهمة من شدائده. والصماء الصلبة، والغير - كسبب - بمعنى البقية، من غبر إذا بقي، أو من الغبار، أو من الظلمة. وأصل «صماء الغبر» : الحية تسكن في منقع قرب مويهة فلا تقرب. ويضرب بها المثل. والمعنى : أنها تغشى فلا يهتدى إلى التخلص منها. ومنذر :
منادى. وروى بدله : أحمد. وقيل : ضمير لها للنبوة.
(١). أخرجه الترمذي، وابن ماجة، وأحمد، وإسحاق، وابن أبى شيبة والحاكم والبيهقي في الشعب. من رواية عبد الرحمن بن سعيد بن وهب الهمذاني عن عائشة قالت : سألت فذكره. قال الترمذي وقد روى عن عبد الرحمن ابن سعيد عن أبى حازم عن أبى هريرة رضى اللّه عنه. اه وهذه الطريق أخرجها الطبري بهذا الاسناد. أن عائشة قالت : فذكره وله عنده طريق أخرى. عن عائشة فيها ليث بن أبى سليم. وهو ضعيف. وقوله وهو في قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم وعائشة يُؤْتُونَ ما آتَوْا : كأنه يشير إلى هذا الحديث. وأخرج منه ما أخرجه الحاكم.
من طريق عبد اللّه بن عمير عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله تعالى الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا كيف كان صلى اللّه عليه وسلم يقرؤها يؤتون : يأتون أو يؤتون؟ قالت أيهما أحب إليك؟ قال : الذين يأتون ما أتوا. قالت. أشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرؤها. وكذلك أنزلت» وفي إسناده يحيى بن راشد وهو ضعيف. وله طريق أخرى، عند أحمد من طريق أبى خلف الجمحي : أن عبيد بن عمير سأل عائشة نحوه وفيه إسماعيل بن مسلم المكي.
وهو ضعيف.
(٢) قصيدة رائقة صوغتها أنت لها أحمد من بين البشر
رائقة : محالية من الحشو والتعقيد. وصوغتها - بالتشديد - للمبالغة. وأنت لها : أى أهل وكفؤ لها. وأحمد : منادى.
ومن بين البشر : متعلق بمحذوف حال، أى : منتخبا من بينهم. ويجوز أن أحمد أفعل تفضيل، كذا قيل.
ويروى :
أنت لها منذر من بين البشر داهية الدهر وصماء الغير
للأعشى الحرمازي، وضمير لها مبهم يفسره قوله «داهية الدهر» أى الشديدة المهمة من شدائده. والصماء الصلبة، والغير - كسبب - بمعنى البقية، من غبر إذا بقي، أو من الغبار، أو من الظلمة. وأصل «صماء الغبر» : الحية تسكن في منقع قرب مويهة فلا تقرب. ويضرب بها المثل. والمعنى : أنها تغشى فلا يهتدى إلى التخلص منها. ومنذر :
منادى. وروى بدله : أحمد. وقيل : ضمير لها للنبوة.