بالتأخير : لم يكن ذلك التمتيع إلا زمانا قليلا. وعن بعض المروانية : أنه مرّ بحائط مائل فأسرع، فتليت له هذه الآية فقال : ذلك القليل نطلب.
[سورة الأحزاب (٣٣) : آية ١٧]
قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (١٧)
فإن قلت : كيف جعلت الرحمة قرينة السوء في العصمة ولا عصمة إلا من السوء؟ قلت : معناه أو يصيبكم بسوء إن أراد بكم رحمة، فاختصر الكلام وأجرى مجرى قوله :
متقلّدا سيفا ورمحا «١»
أو حمل الثاني على الأوّل لما في العصمة من معنى المنع.
[سورة الأحزاب (٣٣) : الآيات ١٨ إلى ٢٠]
قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٨) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (١٩) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً (٢٠)
الْمُعَوِّقِينَ المثبطين عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهم المنافقون : كانوا يقولون لِإِخْوانِهِمْ من ساكني المدينة من أنصار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس «٢»، ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه، فخلوهم وهَلُمَّ إِلَيْنا أى قربوا

__
(١) ورأيت زوجك في الو غى متقلدا سيفا ورمحا
الوغى : الحرب. ورمحا : نصب بمحذوف يناسبه، أى : متقلدا سيفا وحاملا رمحا. وروى بدل الشطر الأول :
«يا ليت زوجك قد غدا» أى : ذهب إلى الحرب غدوة لابسا سلاحه.
(٢). قوله «ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس» أى قليلون يشبعهم رأس واحد، وهو جمع آكل، والالتهام :
الابتلاع، كذا في الصحاح. (ع)


الصفحة التالية
Icon