مودّتهم؟ قال :«علىّ وفاطمة وابناهما «١»» ويدل عليه ما روى عن على رضى اللّه عنه : شكوت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حسد الناس لي. فقال «أما ترضى أن تكون رابع أربعة : أوّل من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا خلف أزواجنا» «٢» وعن النبي صلى اللّه عليه وسلم :«حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي. ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة» «٣» وروى. أنّ الأنصار قالوا : فعلنا وفعلنا، كأنهم افتخروا، فقال عباس أو ابن عباس رضى اللّه عنهما : لنا الفضل عليكم، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فأتاهم في مجالسهم فقال :«يا معشر الأنصار، ألم تكونوا أذلة فأعزكم اللّه بى»؟ قالوا بلى يا رسول اللّه. قال :«أ لم تكونوا ضلالا فهداكم اللّه بى»؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه. قال :«أفلا تجيبونني» «٤»؟
قالوا : ما نقول يا رسول اللّه؟ قال :«ألا تقولون : ألم يخرجك قومك فآويناك، أو لم يكذبوك فصدقناك، أو لم يخذلوك فنصرناك» قال : فما زال يقول حتى جثوا على الركب وقالوا : أموالنا وما في أيدينا للّه ولرسوله. فنزلت الآية. وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :«من مات على حب آل محمد مات شهيدا «٥»، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة، ثم منكر ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل اللّه
(١). أخرجه الطبراني وابن أبى حاتم والحاكم في مناقب الشافعي من رواية حسين الأشقر عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وحسين ضعيف ساقط. وقد عارضه ما هو أولى منه. ففي البخاري من رواية طاوس عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية. فقال سعيد بن جبير قربى آل محمد صلى اللّه عليه وسلم؟
فقال ابن عباس : عجلت. إن النبي صلى اللّه عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة - الحديث» قلت وأخرج سعيد بن منصور من طريق الشعبي قال «أكثروا علينا في هذه الآية. فكتبنا إلى ابن عباس فكتب - فذكر نحوه، وابن طاوس أتم منه.
(٢). أخرجه الكريمي عن ابن عائشة بسنده عن على رضى اللّه عنه ورواه الطبراني من حديث أبى رافع «أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لعلى «إن أول أربعة يدخلون الجنة - فذكره» وسنده واه.
(٣). أخرجه الثعلبي من حديث على رضى اللّه عنه. وفيه عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي عن أبيه. وهو كذاب
(٤). أخرجه الطبري وابن أبى حاتم وابن مردويه والطبراني في الأوسط، كلهم من حديث ابن عباس. وفيه يزيد بن زياد وهو ضعيف
(٥). أخرجه الثعلبي : أخبرنا عبد اللّه بن محمد بن على البلخي حدثنا يعقوب بن يوسف بن إسحاق حدثنا محمد بن أسلم حدثنا يعلى بن عبيد عن إسماعيل بن قيس عن جرير - بطوله. وآثار الوضع عليه لائحة. ومحمد ومن فوقه أثبات. والآفة فيه ما بين الثعلبي ومحمد.