للراصد، على معنى : ذوى شهاب راصدين بالرجم، وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب، ويمنعونهم من الاستماع. ويجوز أن يكون صفة للشهاب، بمعنى الراصد أو كقوله :
...... ومعى جياعا «١»
يعنى. يجد شهابا راصدا له ولأجله. فإن قلت : كأن الرجم لم يكن في الجاهلية، وقد قال اللّه تعالى وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ فذكر فائدتين «٢» في خلق الكواكب : التزيين، ورجم الشياطين؟ قلت : قال بعضهم حدث بعد مبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو إحدى آياته، والصحيح أنه كان قبل المبعث، وقد جاء ذكره في شعر أهل الجاهلية. قال بشر بن أبى خازم :
والعير يرهقها الغبار وجحشها ينقض خلفهما انقضاض الكوكب «٣»
__
(١). قوله :«و معى جياعا» في الصحاح المعى واحد الأمعاء والجياع جمع الجائع. وأول البيت :
كأن قتود رحلي حين ضمت حوالب غزرا ومعى جياعا
والقتود : جمع قتد، وهو خشب الرحل. (ع)
(٢). قال محمود :«إن قلت كأن الرجم لم يكن في الجاهلية. وقد قال تعالى وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ فذكر فائدتى الزينة والرجم... الخ» قال أحمد : ومن عقائدهم أن الرشد والضلال جميعا مرادان للّه تعالى بقولهم وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ولقد أحسنوا الأدب في ذكر إرادة الشر محذوفة الفاعل، والمراد بالمريد : هو اللّه عز وجل، وإبرازهم لاسمه عند إرادة الخير والرشد، فجمعوا بين العقيدة الصحيحة والآداب المليحة.
(٣) والعير يرهقها الحبار وجحشها ينقض خلفهما انقضاض الكوكب
فعلاهما سبط كأن ضبابه محبوب صادات دواجر تنضب
فتجاريا شأوا بطيئا مثله هيهات شأوهما وشأو التولب
لبشر بن أبى خازم. والعير : الحمار يرهقها : يكلفها، أى : الأتان. والجبار - بضم المهملة، وقيل بفتحها - :
الأثر من كل شيء، وبالمعجمة : الأرض اللينة. وروى : الغبار، والانقضاض : الاسراع، والسبط : الغبار الممتد، والضباب : ندى يغشى الأرض بالغدوات. والصاد : الديك الذي ينكت التراب فيثير غباره، ويطلق على القدر من النحاس ومن البرام، وعلى داء في الرأس يداوى بالكي بالنار. قيل : وعلى العلم، وفسر به هنا. والدواجر :
التواشط، من دجر إذا نشط سرورا، أو المظلمات. والليل الدجور والديجور : المظلم. وتنضب : اسم شجر دخانه أبيض، وعلم على قرية قريبة من مكة. والشأو : الطلق، يقال : شأى كسهى، إذا سبق غيره. والتولب :
الجحش إذا مضى عليه سنة واحدة، يقول : إن حمار الوحش يكلف أتانه اقتفاء أثره عند الجري، وجحشها يسرع خلفها كاسراع شهاب الرجم، فارتفع فوقهما ممتد من الغبار، كأن ما أشبه الضباب منه غبار أثارته الديكة لأنها تحبه، وكأنه مرتفع «خان ذلك الشجر أو مظلمة، لأنه يحجب الضوء وإن كان أبيض، فدواجر خبر بعد خبر.
ويجوز أنه على حذف العاطف، فقد أجازه السيرافي وابن عصفور وابن مالك، ومنعه ابن جنى والسهيلي، وخرجا ما يوهمه على بدل الاضراب، ويجوز ذلك هنا أيضا، فشبه التيار بثلاثة أشياء، ثم قال : فتجاريا شوطا طويلا مثله، وإثبات البعد للمثل كناية عن إثباته للشأو. ويحتمل أن ضمير مثله للجحش، فهو بالنصب. ثم قال : بعد ما بين شوطهما وشوطه كأنه تأخر. ويحتمل أن المعنى : بعد كل من الشوطين وطال.
(١). قوله :«و معى جياعا» في الصحاح المعى واحد الأمعاء والجياع جمع الجائع. وأول البيت :
كأن قتود رحلي حين ضمت حوالب غزرا ومعى جياعا
والقتود : جمع قتد، وهو خشب الرحل. (ع)
(٢). قال محمود :«إن قلت كأن الرجم لم يكن في الجاهلية. وقد قال تعالى وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلشَّياطِينِ فذكر فائدتى الزينة والرجم... الخ» قال أحمد : ومن عقائدهم أن الرشد والضلال جميعا مرادان للّه تعالى بقولهم وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً ولقد أحسنوا الأدب في ذكر إرادة الشر محذوفة الفاعل، والمراد بالمريد : هو اللّه عز وجل، وإبرازهم لاسمه عند إرادة الخير والرشد، فجمعوا بين العقيدة الصحيحة والآداب المليحة.
(٣) والعير يرهقها الحبار وجحشها ينقض خلفهما انقضاض الكوكب
فعلاهما سبط كأن ضبابه محبوب صادات دواجر تنضب
فتجاريا شأوا بطيئا مثله هيهات شأوهما وشأو التولب
لبشر بن أبى خازم. والعير : الحمار يرهقها : يكلفها، أى : الأتان. والجبار - بضم المهملة، وقيل بفتحها - :
الأثر من كل شيء، وبالمعجمة : الأرض اللينة. وروى : الغبار، والانقضاض : الاسراع، والسبط : الغبار الممتد، والضباب : ندى يغشى الأرض بالغدوات. والصاد : الديك الذي ينكت التراب فيثير غباره، ويطلق على القدر من النحاس ومن البرام، وعلى داء في الرأس يداوى بالكي بالنار. قيل : وعلى العلم، وفسر به هنا. والدواجر :
التواشط، من دجر إذا نشط سرورا، أو المظلمات. والليل الدجور والديجور : المظلم. وتنضب : اسم شجر دخانه أبيض، وعلم على قرية قريبة من مكة. والشأو : الطلق، يقال : شأى كسهى، إذا سبق غيره. والتولب :
الجحش إذا مضى عليه سنة واحدة، يقول : إن حمار الوحش يكلف أتانه اقتفاء أثره عند الجري، وجحشها يسرع خلفها كاسراع شهاب الرجم، فارتفع فوقهما ممتد من الغبار، كأن ما أشبه الضباب منه غبار أثارته الديكة لأنها تحبه، وكأنه مرتفع «خان ذلك الشجر أو مظلمة، لأنه يحجب الضوء وإن كان أبيض، فدواجر خبر بعد خبر.
ويجوز أنه على حذف العاطف، فقد أجازه السيرافي وابن عصفور وابن مالك، ومنعه ابن جنى والسهيلي، وخرجا ما يوهمه على بدل الاضراب، ويجوز ذلك هنا أيضا، فشبه التيار بثلاثة أشياء، ثم قال : فتجاريا شوطا طويلا مثله، وإثبات البعد للمثل كناية عن إثباته للشأو. ويحتمل أن ضمير مثله للجحش، فهو بالنصب. ثم قال : بعد ما بين شوطهما وشوطه كأنه تأخر. ويحتمل أن المعنى : بعد كل من الشوطين وطال.