المفردات في غريب القرآن، ص : ١٥٢
فلان : إذا أفرط في الحرص، وقولهم : هو أحرص من كلب «١».
وقوله تعالى : وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ [الحج / ٢٦] يعني : مكة، وقالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ [التحريم / ١١]، أي : سهّل لي فيها مقرّا، وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً [يونس / ٨٧] يعني : المسجد الأقصى.
وقوله عزّ وجل : فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ [الذاريات / ٣٦]، فقد قيل :
إشارة إلى جماعة البيت فسمّاهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية. والبَيَاتُ والتَّبْيِيتُ : قصد العدوّ ليلا.
قال تعالى : أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ [الأعراف / ٩٧]، بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ [الأعراف / ٤]. والبَيُّوت : ما يفعل بالليل، قال تعالى : بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ [النساء / ٨١]. يقال لكلّ فعل دبّر فيه بالليل :
بُيِّتَ، قال تعالى : إِذْ يُبَيِّتُونَ ما لا يَرْضى مِنَ الْقَوْلِ
[النساء / ١٠٨]، وعلى ذلك قوله عليه السلام :«لا صيام لمن لم يبيّت الصيام من الليل» «٢».
وبَاتَ فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل، كظلّ لما يفعل بالنهار، وهما من باب العبارات.
باد
قال عزّ وجل : ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً
[الكهف / ٣٥]، يقال : بَادَ الشيءُ يَبِيدُ بَيَاداً : إذا تفرّق وتوزّع في البَيْدَاء، أي : المفازة، وجمع البيداء : بِيد، وأتان بَيْدَانَة : تسكن البادية البيداء.
بور
البَوَار : فرط الكساد، ولمّا كان فرط الكساد يؤدّي إلى الفساد - كما قيل : كسد حتى فسد - عبّر بالبوار عن الهلاك، يقال : بَارَ الشيء يَبُورُ بَوَاراً وبَوْراً، قال عزّ وجل : تِجارَةً لَنْ تَبُورَ [فاطر / ٢٩]، وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ [فاطر / ١٠]،

_
(١) ومن أمثالهم : أحرص من كلب على جيفة، ومن كلب على عرق، والعرق : العظم عليه اللحم. راجع : مجمع الأمثال ١ / ٢٢٨.
(٢) الحديث أخرجه ابن ماجة عن حفصة قالت : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«لا صيام لمن لم يفرضه من الليل» وهو في سننه ١ / ٥٤٢، والفتح الكبير ٣ / ٣٤٦. وفي الموطأ عن ابن عمر أنه كان يقول :«لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر»، وعن حفصة عن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال :«من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» قال ابن عبد البر : اضطرب في إسناده، وهو أحسن ما روي مرفوعا في هذا الباب. ا. ه. راجع شرح الزرقاني للموطأ ٢ / ١٥٧، وتنوير الحوالك ١ / ٢٧٠، وأخرجه أبو داود في الصوم، راجع معالم السنن ٢ / ١٣٤، والنسائي ٤ / ١٩٦، وأحمد ٦ / ٨٧، وانظر : شرح السنة ٦ / ٢٦٨.


الصفحة التالية
Icon