المفردات في غريب القرآن، ص : ١٦٣
قوله تعالى : فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة / ٣٨]، قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً [يس / ٢٠ - ٢١]، فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ [طه / ١٢٣]، اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [الأعراف / ٣]، وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ [الشعراء / ١١١]، وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي [يوسف / ٣٨]، ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الجاثية / ١٨]، وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ [البقرة / ١٠٢]، وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ [البقرة / ١٦٨]، إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ [الدخان / ٢٣]، وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [ص / ٢٦]، هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ [الكهف / ٦٦]، وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ [لقمان / ١٥].
ويقال : أَتْبَعَه : إذا لحقه، قال تعالى :
فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ [الشعراء / ٦٠]، ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً [الكهف / ٨٩]، وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً [القصص / ٤٢]، فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ [الأعراف / ١٧٥]، فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً [المؤمنون / ٤٤].
يقال : أَتْبَعْتُ عليه، أي : أحلت عليه، ويقال : أُتْبِعَ فلان بمال، أي : أحيل عليه، والتَّبِيع خصّ بولد البقر إذا تبع أمه، والتَّبَعُ : رِجْلُ الدابة، وتسميته بذلك كما قال :
٧٩ -
كأنّما اليدان والرجلان طالبتا وتر وهاربان
«١» والمُتْبِعُ من البهائم : التي يتبعها ولدها، وتُبَّعٌ كانوا رؤساء، سمّوا بذلك لاتباع بعضهم بعضا في الرياسة والسياسة، وقيل : تُبَّع ملك يتبعه قومه، والجمع التَّبَابِعَة قال تعالى : أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ [الدخان / ٣٧]، والتُّبَّعُ : الظل.
تترى
تَتْرَى على فعلى، من المواترة، أي : المتابعة وترا وترا، وأصلها واو فأبدلت، نحو : تراث وتجاه، فمن صرفه جعل الألف زائدة لا للتأنيث، ومن لم يصرفه جعل ألفه للتأنيث «٢».
قال تعالى : ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا [المؤمنون / ٤٤]، أي : متواترين.
قال الفرّاء «٣» : يقال : تترى في الرفع، وتترى
(١) البيت لبكر بن النطاح وانظر أخباره في الأغاني ١٧ / ١٥٣، وهو في محاضرات الراغب ٤ / ٦٤١، وعيار الشعر ص ٣٠.
(٢) قال شيخنا :
تترى إذا نوّنتها ألحقتا وإن تكن تركته منعتا
فهي للتأنيث لا الإلحاق فمنعت لذاك للحذّاق
(٣) راجع معاني القرآن له ٢ / ٢٣٦، وانظر اللسان (وتر). [.....]