المفردات في غريب القرآن، ص : ١٦٤
في الجرّ وتترى في النصب، والألف فيه بدل من التنوين. وقال ثعلب : هي تفعل. قال أبو علي الفسوي : ذلك غلط، لأنه ليس في الصفات تفعل.
تجر
التِّجَارَة : التصرّف في رأس المال طلبا للربح، يقال : تَجَرَ يَتْجُرُ، وتَاجِر وتَجْر، كصاحب وصحب، قال : وليس في كلامهم تاء بعدها جيم غير هذا اللفظ «١»، فأمّا تجاه فأصله وجاه، وتجوب التاء للمضارعة، وقوله تعالى : هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ [الصف / ١٠]، فقد فسّر هذه التجارة بقوله :
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ «٢» [الصف / ١١]، إلى آخر الآية. وقال : اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ [البقرة / ١٦]، إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ [النساء / ٢٩]، تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ [البقرة / ٢٨٢].
قال ابن الأعرابي «٣» : فلان تاجر بكذا، أي : حاذق به، عارف الوجه المكتسب منه.
تحت
تَحْت مقابل لفوق، قال تعالى : لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [المائدة / ٦٦]، وقوله تعالى : جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [الحج / ٢٣]، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ [يونس / ٩]، فَناداها مِنْ تَحْتِها [مريم / ٢٤]، يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ [العنكبوت / ٥٥]. و«تحت» :
يستعمل في المنفصل، و«أسفل» في المتصل، يقال : المال تحته، وأسفله أغلظ من أعلاه، وفي الحديث :«لا تقوم الساعة حتى يظهر التُّحُوت» «٤» أي : الأراذل من الناس. وقيل : بل ذلك إشارة إلى ما قال سبحانه : وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ [الانشقاق / ٣ - ٤].
تخذ
تَخِذَ بمعنى أخذ، قال :
(١) قال الحسن بن زين :
والتاء قبل الجيم أصلا لا تجي إلا لتجر نتجت ومرتجي
(٢) وتمامها : تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
(٣) اسمه محمد بن زياد، وانظر ترجمته في إنباه الرواة ٣ / ١٢٨.
(٤) الحديث تمامه :«لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل، ويخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن، وتهلك الوعول، وتظهر التحوت» قالوا : يا رسول اللّه، وما الوعول والتحوت؟ قال :«الوعول : وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت :
الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم» أخرجه الطبراني في الأوسط ١ / ٤٢٠ انظر فتح الباري ١٣ / ١٥ باب ظهور الفتن، ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن الحارث، وهو ثقة، وأخرجه أبو عبيد في غريب الحديث ٣ / ١٢٥.