المفردات في غريب القرآن، ص : ١٧٧
وثُمَامَة : شجر، وثَمَّتِ الشاة : إذا رعتها «١»، نحو : شجّرت : إذا رعت الشجر، ثم يقال في غيرها من النبات. وثَمَمْتُ الشيء : جمعته، ومنه قيل : كنّا أَهْلَ ثُمِّهِ ورُمِّهِ «٢»، والثُّمَّة : جمعة من حشيش. و :
ثَمَّ إشارة إلى المتبعّد من المكان، و«هنالك» للتقرب، وهما ظرفان في الأصل، وقوله تعالى :
وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ [الإنسان / ٢٠] فهو في موضع المفعول «٣».
ثمن
قوله تعالى : وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
[يوسف / ٢٠]. الثَّمَنُ : اسم لما يأخذه البائع في مقابلة البيع، عينا كان أو سلعة. وكل ما يحصل عوضا عن شيء فهو ثمنه. قال تعالى :
إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا [آل عمران / ٧٧]، وقال تعالى : وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا [النحل / ٩٥]، وقال : وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا [البقرة / ٤١]، وأَثْمَنْتُ الرَّجُلَ بمتاعه وأَثْمَنْتُ لَهُ : أكثرت له الثمن، وشيء ثَمِين : كثير الثمن، والثَّمَانِيَة والثَّمَانُون والثُّمُن في العدد معروف. ويقال :
ثَمَّنْتُهُ : كنت له ثامنا، أو أخذت ثمن ماله، وقال عزّ وجلّ : سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ [الكهف / ٢٢]، وقال تعالى : عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ [القصص / ٢٧]. والثَّمِين :
الثُّمْن، قال الشاعر :
٨٣ -
فما صار لي في القسم إلا ثمينها
«٤»

_
(١) انظر : المجمل ١ / ١٥٦. [.....]
(٢) انظر : أساس البلاغة ص ٤٩، والمجمل ١ / ١٥٦. قال الزمخشري : أي : أهل إصلاح شأنه والاهتمام بأمره.
(٣) ومشى على هذا القول الفيروزآبادي في البصائر ١ / ٣٤٥، وردّه في القاموس، فقال : فقول من أعربه مفعولا ل «رأيت» في : وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ وهم.
ومشى على هذا القول الفراء في معانيه، راجع ٣ / ٢١٨، وكذا الأخفش.
- وقال أبو جعفر النحاس : لأهل العربية فيه ثلاثة أقوال :
فأكثر البصريين يقول :«ثمّ» ظرف، ولم تعدّ «رأيت»، كما تقول : ظننت في الدار، فلا تعدّي ظننت، على قول سيبويه.
وقال الأخفش - وهو أحد قولي الفراء - : ثمّ مفعول بها، أي : فإذا نظرت ثمّ.
وقول آخر للفراء، قال : والتقدير : وإذا رأيت ما ثمّ، وحذف «ما».
قال أبو جعفر : وحذف «ما» خطأ عند البصريين، لأنه يحذف الموصول ويبقي الصلة. راجع إعراب القرآن للنحاس ٣ / ٥٧٩.
(٤) هذا عجز بيت، وشطره :
وألقيت سهمي بينهم حين أوخشوا
وينسب إلى يزيد بن الطثرية، وهو في ديوانه ص ٩٧، والمجمل ١ / ١٦٢، واللسان (ثمن)، وعقد الخلاص ص ٢٨٢.


الصفحة التالية
Icon