المفردات في غريب القرآن، ص : ١٩٢
إذا تكلّف جرعه. قال عزّ وجلّ : يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ [إبراهيم / ١٧]، والجُرْعَة : قدر ما يتجرّع، وأفلت بجُرَيْعَة الذّقن «١»، بقدر جرعة من النفس. ونوق مَجَارِيع : لم يبق في ضروعها من اللبن إلا جرع، والجَرَعُ والجَرْعَاء : رمل لا ينبت شيئا كأنّه يتجرع البذر.
جرف
قال عزّ وجل : عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ
[التوبة / ١٠٩]، يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه - أي : يذهب به - : جُرْف، وقد جَرَفَ الدهر ماله، أي : اجتاحه تشبيها به، ورجل جُرَاف : نكحة، كأنه يجرف في ذلك العمل.
جرم
أصل الجَرْم : قطع الثّمرة عن الشجر، ورجل جَارِم، وقوم جِرَام، وثمر جَرِيم. والجُرَامَة :
رديء التمر المَجْرُوم، وجعل بناؤه بناء النّفاية، وأَجْرَمَ : صار ذا جرم، نحو : أثمر وألبن، واستعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامّة كلامهم للكيس المحمود، ومصدره : جَرْم، وقول الشاعر في صفة عقاب :
٩١ -
جريمة ناهض في رأس نيق
«٢» فإنه سمّى اكتسابها لأولادها جرما من حيث إنها تقتل الطيور، أو لأنّه تصورها بصورة مرتكب الجرائم لأجل أولادها، كما قال بعضهم : ما ذو ولد - وإن كان بهيمة - إلا ويذنب لأجل أولاده.
- فمن الإجرام قوله عزّ وجل : إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ [المطففين / ٢٩]، وقال تعالى : فَعَلَيَّ إِجْرامِي [هود / ٣٥]، وقال تعالى : كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ [المرسلات / ٤٦]، وقال تعالى : إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ [القمر / ٤٧]، وقال عزّ وجل : إِنَّ الْمُجْرِمِينَ، فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ [الزخرف / ٧٤].
- ومن جَرَم، قال تعالى : لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ [هود / ٨٩]، فمن قرأ بالفتح «٣» فنحو : بغيته مالا، ومن ضمّ «٤» فنحو :

_
(١) الجريعة : تصغير الجرعة، وهو آخر ما يخرج من النفس.
وقال أبو زيد : يراد أنه كان قريبا من الهلاك كقرب الجرعة من الذقن. راجع : الغريبين ١ / ٣٤١، والنهاية ١ / ٢٦١، والمجمل ١ / ١٨٤.
(٢) الشطر لأبي خراش الهذلي، وعجزه :
ترى لعظام ما جمعت صليبا
وهو في ديوان الهذليين ٢ / ١٣٣، واللسان (جرم)، والمجمل ١ / ١٨٤، وشمس العلوم ١ / ٣١٠، وديوان الأدب ١ / ٣٩٩.
(٣) أي : فتح الياء وهو قراءة الجميع.
(٤) وهو الأعمش وقراءته شاذة.


الصفحة التالية
Icon