المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٠٠
وجَلَسَ أصله أن يقصد بمقعده جلسا من الأرض، ثم جعل الجُلُوس لكل قعود، والمَجْلِس : لكلّ موضع يقعد فيه الإنسان. قال اللّه تعالى : إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ [المجادلة / ١١].
جلو
أصل الجَلْو : الكشف الظاهر، يقال : أَجْلَيْتُ القوم عن منازلهم فَجَلَوْا عنها. أي : أبرزتهم عنها، ويقال : جلاه، نحو قول الشاعر :
٩٥ -
فلما جلاها بالأيام تحيّزت ثبات عليها ذلّها واكتئابها
«١» وقال اللّه عزّ وجل : وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا
[الحشر / ٣]، ومنه : جَلَا لي خَبَرٌ، وخَبَرٌ جَلِيٌّ، وقياس جليّ «٢»، ولم يسمع فيه جال. وجَلَوْتُ العروس جِلْوَة، وجَلَوْتُ السيف جَلَاءً، والسماء جَلْوَاء أي : مصحية، ورجل أَجْلَى : انكشف بعض رأسه عن الشعر، والتَّجَلِّي قد يكون بالذات نحو : وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى [الليل / ٢]، وقد يكون بالأمر والفعل، نحو : فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [الأعراف / ١٤٣]. وقيل : فلان ابن جلا «٣» أي : مشهور، وأَجْلَوْا عن قتيل إِجْلَاءً.
جمَ
قال اللّه تعالى : وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا
[الفجر / ٢٠]، أي : كثيرا، من : جَمَّة الماء، أي : معظمه ومجتمعه الذي جُمَّ فيه الماء عن السيلان، وأصل الكلمة من الجَمَام، أي :
الراحة للإقامة وترك تحمّل التعب، وجُمَام «٤» المكوك دقيقا، وجمام القدح ماء : إذا امتلأ حتى عجز عن تحمل الزيادة.
ولاعتبار معنى الكثرة قيل الجُمَّة لقوم يجتمعون في تحمل مكروه، ولما اجتمع من شعر الناصية، وجَمَّةُ البئر : مكان يجتمع فيه الماء كأنه أجمّ أياما، وقيل للفرس : جَمُوم الشدّ، تشبيها به، والجَمَّاء الغفير، والجَمُّ الغفير : الجماعة من الناس، وشاة جَمَّاء : لا قرن لها، اعتبارا بجمّة الناصية.

_
(١) البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وهو في ديوان الهذليين ١ / ٧٩، والمجمل ١ / ١٩٣.
(٢) يسمى قياس العلة، وهو ما كانت العلة موجبة فيه للحكم، كقياس الضرب على التأفيف للوالدين في التحريم لعلة الإيذاء راجع شرح الورقات للمحلّي ص ٢٠. [.....]
(٣) اللسان : جلا.
(٤) جمام المكوك بتثليث الجيم، وهو ما علا رأسه فوق طفافه ولا يقال : جمام بالضم إلا في الدقيق وأشباهه.


الصفحة التالية
Icon