المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٠١
جمح
قال تعالى : وَهُمْ يَجْمَحُونَ
[التوبة / ٥٧]، الجَمُوح أصله في الفرس إذا غلب فارسه بنشاطه في مروره وجريانه، وذلك أبلغ من النشاط والمرح، والجُمَاح : سهم يجعل على رأسه كالبندقة يرمي به الصبيان «١».
جمع
الجَمْع : ضمّ الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال : جَمَعْتُهُ فَاجْتَمَعَ، وقال عزّ وجل :
وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ [القيامة / ٩]، وَجَمَعَ فَأَوْعى [المعارج / ١٨]، جَمَعَ مالًا وَعَدَّدَهُ [الهمزة / ٢]، وقال تعالى :
يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ [سبأ / ٢٦]، وقال تعالى : لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [آل عمران / ٥٧١]، قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ [الإسراء / ٨٨]، وقال تعالى : فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً [الكهف / ٩٩]، وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ
[النساء / ١٤٠]، وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ [النور / ٦٢]، أي : أمر له خطر يجتمع لأجله الناس، فكأنّ الأمر نفسه جمعهم. وقوله تعالى : ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ
[هود / ١٠٣]، أي : جمعوا فيه، نحو :
وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ [الشورى / ٧]، وقال تعالى : يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ [التغابن / ٩]، ويقال للمجموع : جَمْعُ وجَمِيعُ وجَمَاعَةُ، وقال تعالى : وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ
[آل عمران / ١٦٦]، وقال عزّ وجل :
وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ [يس / ٣٢]، والجُمَّاع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا.
قال الشاعر :
٩٦ -
جمع غير جمّاع
«٢» وأَجْمَعْتُ كذا أكثر ما يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكرة، نحو : فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ [يونس / ٧١]، قال الشاعر :
٩٧ -
هل أغدون يوما وأمري مجمع
«٣» وقال تعالى : فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ [طه / ٦٤]، ويقال : أَجْمَعَ المسلمون على كذا :
اجتمعت آراؤهم عليه، ونهب مجمع : ما يوصل إليه بالتدبير والفكرة، وقوله عزّ وجل :
(١) انظر : المجمل ١ / ١٩٧.
(٢) البيت :
حتى تجلّت ولنا غاية من بين جمع غير جمّاع
وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري في المفضليات ص ٢٨٥، وأساس البلاغة ص ٦٤، واللسان (جمع).
(٣) هذا عجز بيت، وشطره :
يا ليت شعري والمنى لا تنفع
وهو في اللسان (جمع)، ومعاني الفراء ١ / ٤٧٣، والنوادر ص ١٣٣، والخصائص ٢ / ١٣٦.