المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٠٧
[طه / ٢٢]، أي : جانبك وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ [القصص / ٣٢]، عبارة عن اليد، لكون الجناح كاليد، ولذلك قيل لجناحي الطائر يداه، وقوله عزّ وجل : وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء / ٢٤]، فاستعارة، وذلك أنه لما كان الذلّ ضربين :
ضرب يضع الإنسان، وضرب يرفعه - وقصد في هذا المكان إلى ما يرفعه لا إلى ما يضعه - فاستعار لفظ الجناح له، فكأنه قيل : استعمل الذل الذي يرفعك عند اللّه من أجل اكتسابك الرحمة، أو من أجل رحمتك لهما، وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [القصص / ٣٢]، وجَنَحَتِ العير في سيرها : أسرعت، كأنها استعانت بجناح، وجَنَحَ الليل : أظلّ بظلامه، والجِنْحُ : قطعة من الليل مظلمة. قال تعالى :
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها
[الأنفال / ٦١]، أي : مالوا، من قولهم : جنحت السفينة، أي : مالت إلى أحد جانبيها، وسمي الإثم المائل بالإنسان عن الحق جناحا ثم سمّي كلّ إثم جُنَاحاً، نحو قوله تعالى : لا جُناحَ عَلَيْكُمْ «١» في غير موضع، وجوانح الصدر :
الأضلاع المتصلة رؤوسها في وسط الزور، الواحدة : جَانِحَة، وذلك لما فيها من الميل.
جند
يقال للعسكر الجُنْد اعتبارا بالغلظة، من الجند، أي : الأرض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكلّ مجتمع جند، نحو :«الأرواح جُنُودٌ مُجَنَّدَة» «٢». قال تعالى : إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ
[الصافات / ١٧٣]، إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ [الدخان / ٢٤]، وجمع الجند : أَجْنَاد وجُنُود، قال تعالى : وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [الشعراء / ٩٥]، وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر / ٣١]، اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها [الأحزاب / ٩]، فالجنود الأولى من الكفار، والجنود الثانية التي لم تروها الملائكة.
جنف
أصل الجَنَف ميل في الحكم، فقوله تعالى :
فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً [البقرة / ١٨٢]، أي : ميلا ظاهرا، وعلى هذا : غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ
[المائدة / ٣]، أي : مائل إليه.
جنى
جَنَيْتُ الثمرة واجْتَنَيْتُهَا، والجَنْيُ : المجتنى من الثمر والعسل، وأكثر ما يستعمل الجني فيما
(١) سورة البقرة : آية ٢٣٦، وهو في سورة البقرة متعدّد المواضع. [.....]
(٢) الحديث صحيح، أخرجه البخاري في الأنبياء : باب الأرواح جنود مجندة تعليقا، ومسلم في البر والصلة برقم (٢٦٣٨). وانظر : فتح الباري ٦ / ٢٦٣، وشرح السنة ١٣ / ٥٧.