المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٠٨
كان غضّا، قال تعالى : تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا
[مريم / ٢٥]، وقال تعالى : وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ
[الرحمن / ٥٤]، وأَجْنَى الشجر :
أدرك ثمره، والأرض : كثر جناها، واستعير من ذلك جَنَى فلان جِنَاية كما استعير اجترم.
جهد
الجَهْدُ والجُهْد : الطاقة والمشقة، وقيل :
الجَهْد بالفتح : المشقة، والجُهْد : الوسع.
وقيل : الجهد للإنسان، وقال تعالى : وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ [التوبة / ٧٩]، وقال تعالى : وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ [النور / ٥٣]، أي : حلفوا واجتهدوا في الحلف أن يأتوا به على أبلغ ما في وسعهم. والاجتهاد : أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمّل المشقة، يقال :
جَهَدْتُ رأيي وأَجْهَدْتُهُ : أتعبته بالفكر، والجِهادُ والمجاهدة : استفراغ الوسع في مدافعة العدو، والجِهَاد ثلاثة أضرب :
- مجاهدة العدو الظاهر. - ومجاهدة الشيطان.
- ومجاهدة النفس.
وتدخل ثلاثتها في قوله تعالى : وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ [الحج / ٧٨]، وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة / ٤١]، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [الأنفال / ٧٢]، وقال صلّى اللّه عليه وسلم :«جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم» «١». والمجاهدة تكون باليد واللسان، قال صلّى اللّه عليه وسلم «جاهدوا الكفار بأيديكم وألسنتكم» «٢».
جهر
جَهْر يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع.
أمّا البصر فنحو : رأيته جِهَارا، قال اللّه تعالى :
لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً
[البقرة / ٥٥]، أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً [النساء / ١٥٣]، ومنه : جَهَرَ «٣» البئر واجْتَهَرَهَا : إذا أظهر ماءها.
وقيل : ما في القوم أحد يجهر عيني «٤».
(١) الحديث ذكره المؤلف في كتاب الذريعة ص ٣٤، ولم أجده بهذا اللفظ في كتب الحديث. ولكن أخرج أحمد في المسند ٦ / ٢٢ عن فضالة بن عبيد أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال :«والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة اللّه عز وجل»، وأخرجه الترمذي في الزهد ٤ / ١٦٥ وفي الجهاد برقم (١٦٢١) وقال : حسن صحيح، وأخرجه أبو داود في الجهاد برقم (٢٥٠٠).
(٢) الحديث أخرجه ابن حبان برقم (١٦١٨) وصححه، والحاكم ٢ / ٨١ ووافقه الذهبي، وصححه النووي أيضا في رياض الصالحين ص ٥١٥، وأخرجه أبو داود في الجهاد، ورقمه (٢٥٠٤)، والنسائي ٦ / ٧، وأحمد ٣ / ١٢٤، وانظر شرح السنة ١٢ / ٣٧٨، والفتح الكبير ٢ / ٦٢.
(٣) راجع : كتاب الأفعال ٢ / ٣٠٠، والبصائر ١ / ٤٠٤.
(٤) في المجمل : وجهرت الشيء : إذا كان عظيما في عينك.