المفردات في غريب القرآن، ص : ٢١٨
حتم
الحَتْم : القضاء المقدّر، والحاتم : الغراب الذي يحتّم بالفراق فيما زعموا.
حَتَّى
حَتَّى حرف يجرّ به تارة كإلى، لكن يدخل الحدّ المذكور بعده في حكم ما قبله، ويعطف به تارة، ويستأنف به تارة، نحو : أكلت السمكة حتى رأسها، ورأسها، ورأسها، قال تعالى : لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ [يوسف / ٣٥]، وحَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ [القدر / ٥].
ويدخل على الفعل المضارع فينصب ويرفع، وفي كلّ واحد وجهان :
فأحد وجهي النصب : إلى أن.
والثاني : كي.
وأحد وجهي الرفع أن يكون الفعل قبله ماضيا، نحو : مشيت حتى أدخل البصرة، أي :
مشيت فدخلت البصرة.
والثاني : يكون ما بعده حالا، نحو : مرض حتى لا يرجونه، وقد قرئ : حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ [البقرة / ٢١٤]، بالنصب والرفع «١»، وحمل في كلّ واحدة من القراءتين على الوجهين. وقيل : إنّ ما بعد «حتى» يقتضي أن يكون بخلاف ما قبله، نحو قوله تعالى : وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا [النساء / ٤٣]، وقد يجيء ولا يكون كذلك نحو ما روي :
«إنّ اللّه تعالى لا يملّ حتى تملّوا» «٢» لم يقصد أن يثبت ملالا للّه تعالى بعد ملالهم «٣».
حث»
الحثّ : السرعة، قال اللّه تعالى : يَطْلُبُهُ حَثِيثاً
[الأعراف / ٥٤].
حج
أصل الحَجِّ القصد للزيارة، قال الشاعر :
١٠٣ -
يحجّون بيت الزّبرقان المعصفرا
«٥» خصّ في تعارف الشرع بقصد بيت اللّه تعالى إقامة للنسك، فقيل : الحَجّ والحِجّ، فالحَجُّ مصدر، والحِجُّ اسم، ويوم الحجّ الأكبر يوم
(١) قرأ بالرفع نافع وحده، والباقون بالنصب. [.....]
(٢) الحديث بهذا اللفظ أخرجه البزار عن أبي هريرة، وفي الصحيحين عن عائشة أنّ النبي دخل عليها وعندها امرأة، قال :«من هذه»؟ قالت : هذه فلانة، تذكر من صلاتها، قال :«مه، عليكم بما تطيقون، فو اللّه لا يملّ اللّه حتى تملّوا» وكان أحبّ الدين إليه ما داوم صاحبه عليه. راجع : رياض الصالحين ص ١٠٤، وفتح الباري ٣ / ٣١، ومسلم ٧٨٥.
(٣) قال النووي : أي : لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المالّ حتى تملوا فتتركوا.
(٤) هذا باب ساقط من المطبوعات.
(٥) هذا عجز بيت، وصدره :
وأشهد من عون حلولا كثيرة
وهو للمخبّل السعدي، والبيت في المجمل ١ / ٢٢١، وأساس البلاغة ص ٧٤، والمشوف المعلم ١ / ٢٣١.