المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٢١
ودفعه، وفلان في حَجْرِ فلان، أي : في منع منه عن التصرف في ماله وكثير من أحواله، وجمعه :
حُجُور، قال تعالى : وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ [النساء / ٢٣]، وحِجْر القميص أيضا : اسم لما يجعل فيه الشيء فيمنع، وتصوّر من الحجر دورانه فقيل : حَجَرْتُ عين الفرس :
إذا وسمت حولها بميسم، وحُجِّر القمر : صار حوله دائرة، والحَجُّورَة : لعبة للصبيان يخطّون خطّا مستديرا، ومِحْجَر العين منه، وتَحَجَّرَ كذا :
تصلّب وصار كالأحجار، والأحجار : بطون من بني تميم، سمّوا بذلك لقوم منهم أسماؤهم جندل وحجر وصخر.
حجز
الحَجْزُ : المنع بين الشيئين بفاصل بينهما، يقال : حَجَزَ بينهما. قال عزّ وجل : وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً
[النمل / ٦١]، والحِجَاز سمّي بذلك لكونه حاجزا بين الشام والبادية، قال تعالى : فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ [الحاقة / ٤٧]، فقوله : حاجِزِينَ صفة لأحد في موضع الجمع، والحِجَاز حبل يشدّ من حقو البعير إلى رسغه، وتصوّر منه معنى الجمع، فقيل : احتجز فلان عن كذا واحتجز بإزاره، ومنه : حُجْزَة السراويل، وقيل : إن أردتم المحاجزة فقبل المناجزة «١»، أي : الممانعة قبل المحاربة، وقيل : حَجَازيك، أي : احجز بينهم.
حدَّ
الحدّ : الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، يقال : حَدَدْتُ كذا :
جعلت له حدّا يميّز، وحَدُّ الدار : ما تتميز به عن غيرها، وحَدُّ الشيء : الوصف المحيط بمعناه المميّز له عن غيره، وحَدُّ الزنا والخمر سمّي به لكونه مانعا لمتعاطيه من معاودة مثله، ومانعا لغيره أن يسلك مسلكه، قال اللّه تعالى : وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ
[الطلاق / ١]، وقال تعالى : تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها [البقرة / ٢٢٩]، وقال : الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ [التوبة / ٩٧]، أي : أحكامه، وقيل : حقائق معانيه، وجميع حدود اللّه على أربعة أوجه :
- إمّا شيء لا يجوز أن يتعدّى بالزيادة عليه ولا القصور عنه، كأعداد ركعات صلاة الفرض.
- وإمّا شيء تجوز الزيادة عليه ولا تجوز النقصان عنه «٢».
- وإمّا شيء يجوز النقصان عنه ولا تجوز الزيادة عليه «٣».
(١) انظر : أساس البلاغة (حجز) ص ٧٤، والبصائر ٢ / ٤٣٦.
(٢) وذلك كالزكاة.
(٣) مثل مرّات الوضوء، والتزوّج بأربع فما دونها.