المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٢٣
١]، وقال عزّ وجلّ : وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ
[يوسف / ١٠١]، أي : ما يحدّث به الإنسان في نومه، وسمّى تعالى كتابه حديثا فقال : فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ [الطور / ٣٤]، وقال تعالى : أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ [النجم / ٥٩]، وقال : فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً [النساء / ٧٨]، وقال تعالى : حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ [الأنعام / ٦٨]، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ [الجاثية / ٦]، وقال تعالى : وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً [النساء / ٨٧]، وقال عليه السلام :«إن يكن في هذه الأمّة محدّث فهو عمر» «١».
وإنما يعني من يلقى في روعه من جهة الملإ الأعلى شيء «٢»، وقوله عزّ وجل : فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ
[سبأ / ١٩]، أي : أخبارا يتمثّل بهم، والحديث : الطّريّ من الثمار، ورجل حَدُثٌ :
حسن الحديث، وهو حِدْثُ النساء، أي :
محادثهنّ، وحادثته وحَدَّثْته وتحادثوا، وصار أُحْدُوثَة، ورجل حَدَثٌ وحديث السن بمعنى، والحادثة : النازلة العارضة، وجمعها حوادث.
حدق
حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ
[النمل / ٦٠]، جمع حديقة، وهي قطعة من الأرض ذات ماء، سمّيت تشبيها بحدقة العين في الهيئة وحصول الماء فيها، وجمع الحَدَقَة حِدَاق وأحداق، وحَدَّقَ تحديقا : شدّد النظر، وحَدَقُوا به وأَحْدَقُوا :
أحاطوا به، تشبيها بإدارة الحدقة.
حذر
الحَذَر : احتراز من مخيف، يقال : حَذِرَ حَذَراً، وحذرته، قال عزّ وجل : يَحْذَرُ الْآخِرَةَ [الزمر / ٩]، وقرئ : وإنّا لجميع حَذِرُون، وحاذِرُونَ
«٣»، وقال تعالى :
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
[آل عمران / ٢٨]، وقال عزّ وجل : خُذُوا حِذْرَكُمْ
[النساء / ٧١]، أي : ما فيه الحذر من السلاح وغيره، وقوله تعالى : هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ [المنافقون / ٤]، وقال تعالى :
(١) الحديث صحيح متفق عليه.
عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :«لقد كان فيما قبلكم من الأمم ناس محدّثون، فإن يك في أمتي أحد فإنه عمر».
انظر : البخاري ٧ / ٤٠، ومسلم ٢٣٩٨، وانظر : رياض الصالحين ص ٥٦٤، وأخرجه أحمد ٢ / ١٣٩.
(٢) انظر الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ص ٥٩.
(٣) سورة الشعراء : آية ٥٦. وقرأ حاذِرُونَ ابن ذكوان وهشام من طريق الداجوني، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف، وقرأ الباقون حذرون. راجع : الإتحاف ص ٢٣٢.