المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٢٤
إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [التغابن / ١٤]، وحَذَارِ، أي : احذر، نحو :
مناع، أي : امنع.
حر
الحرارة ضدّ البرودة، وذلك ضربان :
- حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحميّة، كحرارة الشمس والنار.
- وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة، كحرارة المحموم. يقال : حَرَّ يومُنا والريح يَحِرُّ حرّاً وحرارة «١»، وحُرَّ يومنا فهو محرور، وكذا :
حرّ الرّجل، قال تعالى : لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ : نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا
[التوبة / ٨١]، والحَرور : الريح الحارّة، قال تعالى : وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ [فاطر / ٢١]، واستحرّ القيظ : اشتدّ حرّه، والحَرَر : يبس عارض في الكبد من العطش. والحَرَّة : الواحدة من الحرّ، يقال : حرّة تحت قرّة «٢»، والحَرَّة أيضا : حجارة تسودّ من حرارة تعرض فيها، وعن ذلك استعير : استحرّ القتل : اشتد، وحَرُّ العمل : شدته، وقيل : إنما يتولّى حارَّها من تولّى قارّها «٣»، والحُرُّ : خلاف العبد، يقال : حرّ بيّن الحُرُورِيَّة والحُرُورَة.
والحريّة ضربان :
- الأول : من لم يجر عليه حكم الشيء، نحو : الْحُرُّ بِالْحُرِّ [البقرة / ١٧٨].
- والثاني : من لم تتملّكه الصفات الذميمة من الحرص والشّره على المقتنيات الدنيوية، وإلى العبودية التي تضادّ ذلك أشار النبيّ صلّى اللّه عليه وسلم بقوله :
«تعس عبد الدّرهم، تعس عبد الدّينار» «٤»، وقول الشاعر :
١٠٦ -
ورقّ ذوي الأطماع رقّ مخلّد
«٥» وقيل : عبد الشهوة أذلّ من عبد الرّق، والتحريرُ : جعل الإنسان حرّا، فمن الأول :
فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء / ٩٢]، ومن الثاني : نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً [آل عمران / ٣٥]، قيل : هو أنه جعل ولده بحيث لا
(١) قال السرقسطي : حرّ النهار يحرّ ويحرّ حرارة وحرّا، وأحرّ : اشتدّ حرّه. راجع : الأفعال ١ / ٣٢٨.
(٢) اللسان قرّ. وانظر ص ٦٦٣.
(٣) هذا مثل، أي يتولى العقوبة والضرب من يتولى العمل والنفع.
- وجاء في الحديث : أتي بالوليد بن عقبة عند عثمان بن عفان، فشهد عليه حمران ورجل آخر، فشهد أحدهما أنه رآه يشربها - يعني الخمر - وشهد الآخر أن رآه يتقاياها، قال عثمان : إنه لم يتقاياها حتى شربها، وقال لعليّ كرّم اللّه وجهه : أقم عليه الحد، فقال عليّ للحسين : أقم عليه الحدّ، فقال الحسن : ولّ حارّها من تولّى قارّها، فقال عليّ لعبد اللّه بن جعفر : أقم عليه الحد، فأخذ السوط فجلده. راجع : معالم السنن ٣ / ٣٣٨.
(٤) الحديث صحيح أخرجه البخاري في الجهاد، باب الحراسة في الغزو ٦ / ٦٠، وفي الرقاق باب ما يتقّى من فتنة المال ١١ / ٢٥٣، وأخرجه ابن ماجة في الزهد ٢ / ١٣٨٦، وانظر : شرح السنة ١٤ / ٢٦٢، والفتح الكبير ٢ / ٣١.
(٥) الشطر في الذريعة ص ٢٠٦، وعمدة الحفاظ : حرّ.