المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٢٩
مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ [البقرة / ٧٥]، والحِرْف : ما فيه حرارة ولذع، كأنّه محرّف عن الحلاوة والحرارة، وطعام حِرِّيف، وروي عنه صلّى اللّه عليه وسلم :«نزل القرآن على سبعة أحرف» «١» وذلك مذكور على التحقيق في «الرّسالة المنبّهة على فوائد القرآن» «٢».
حرق
يقال : أَحْرَقَ كذا فاحترق، والحريق : النّار، وقال تعالى : وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ [الحج / ٢٢]، وقال تعالى : فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ [البقرة / ٢٦٦]، وقالُوا : حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ
[الأنبياء / ٦٨]، لَنُحَرِّقَنَّهُ [طه / ٩٧]، و(لنحرقنّه) «٣»، قرئا معا، فَحَرْقُ الشيء :
إيقاع حرارة في الشيء من غير لهيب، كحرق الثوب بالدّق «٤»، وحَرَقَ الشيء : إذا برده بالمبرد، وعنه استعير : حرق الناب، وقولهم : يحرق عليّ الأرّم «٥»، وحرق الشعر : إذا انتشر، وماء حُرَاق :
يحرق بملوحته، والإحراق : إيقاع نار ذات لهيب في الشيء، ومنه استعير : أحرقني بلومه : إذا بالغ في أذيّته بلوم.
حرك
قال تعالى : لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ
[القيامة / ١٦]، الحركة : ضدّ السكون، ولا تكون إلا للجسم، وهو انتقال الجسم من مكان إلى مكان، وربّما قيل : تَحَرَّكَ كذا : إذا استحال، وإذا زاد في أجزائه وإذا نقص من أجزائه.
حرم
الحرام : الممنوع منه إمّا بتسخير إلهي وإمّا بشريّ، وإما بمنع قهريّ، وإمّا بمنع من جهة العقل أو من جهة الشرع، أو من جهة من يرتسم أمره، فقوله تعالى : وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ [القصص / ١٢]، فذلك تحريم بتسخير، وقد حمل على ذلك :
وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [الأنبياء / ٩٥]، وقوله تعالى : فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً
[المائدة / ٢٦]، وقيل : بل كان حراما عليهم من جهة القهر لا بالتسخير الإلهي، وقوله تعالى : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ
[المائدة / ٧٢]، فهذا من جهة القهر بالمنع، وكذلك قوله
(١) الحديث صحيح متفق عليه، ورواية البخاري :«إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيّسر منه».
راجع : فتح الباري ٩ / ٢٣ كتاب فضائل القرآن، ومسلم ٢ / ٢٠٢، والتمهيد لابن عبد البر ٨ / ٢٧٢.
وقد ذكر أبو شامة في «المرشد الوجيز» هذا الحديث ورواياته كلها فمن أراد التوسع فليرجع إليه، ثم قال :(قال :
أبو عبيد : قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة). المرشد الوجيز ص ٨٧.
(٢) وانظر : فتح الباري ٩ / ٢٥ - ٣٠. [.....]
(٣) وبها قرأ ابن وردان عن أبي جعفر. راجع الإتحاف ص ٣٠٧.
(٤) في المجمل ١ / ٢٢٧ والحرق في الثوب من الدّق.
(٥) أي : يحك أسنانه بعضها ببعض غيظا.