المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٤٢
أي : قربه، وقوله : تِجارَةً حاضِرَةً [البقرة / ٢٨٢]، أي : نقدا، وقوله تعالى :
وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ [يس / ٣٢]، وفِي الْعَذابِ مُحْضَرُونَ [سبأ / ٣٨]، شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ [القمر / ٢٨]، أي :
يحضره أصحابه، والحُضْر : خصّ بما يحضر به الفرس إذا طلب جريه، يقال : أَحْضَرَ الفرس، واستحضرته : طلبت ما عنده من الحضر، وحاضرته مُحَاضَرَة وحِضَارا : إذا حاججته، من الحضور، كأنه يحضر كلّ واحد حجّته، أو من الحضر كقولك : جاريته، والحضيرة : جماعة من الناس يحضر بهم الغزو، وعبّر به عن حضور الماء، والمَحْضَر يكون مصدر حضرت، وموضع الحضور.
حطَّ
الحَطّ : إنزال الشيء من علو، وقد حططت الرجل، وجارية محطوطة المتنين، أي : ملساء غير مختلفة ولا داخلة، أي : مستوية الظهر، وقوله تعالى : وَقُولُوا حِطَّةٌ
[البقرة / ٥٨]، كلمة أمر بها بنو إسرائيل، ومعناه : حطّ عنا ذنوبنا «١»، وقيل : معناه : قولوا صوابا.
حطب
قال تعالى : كانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً
[الجن / ١٥]، أي : ما يعدّ للإيقاد، وقد حَطَبْتُ حَطَباً «٢» واحْتَطَبْتُ، وقيل للمخلّط في كلامه : حَاطِب ليل، لأنّه لا يبصر ما يجعله في حبله، وحَطَبْتُ لفلان حَطَباً : عملته له، ومكان حَطِيب : كثير الحطب، وناقة مُحَاطِبَة : تأكل الحطب، وقوله تعالى : حَمَّالَةَ الْحَطَبِ [المسد / ٤]، كناية عنها بالنميمة، وحَطَبَ فلان بفلان : سعى به، وفلان يوقد بالحطب الجزل : كناية عن ذلك «٣».
حطم
الحَطْمُ : كسر الشيء مثل الهشم ونحوه، ثمّ استعمل لكلّ كسر متناه، قال اللّه تعالى : لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ
[النمل / ١٨]، وحَطَمْتُهُ فانحطم حَطْماً، وسائقٌ حُطَمٌ : يحطم الإبل لفرط سوقه، وسميت الجحيم حُطَمَة، قال اللّه تعالى في الحطمة : وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ [الهمزة / ٥]، وقيل للأكول : حطمة، تشبيها بالجحيم، تصوّرا لقول الشاعر :
١١٦ -
كأنّما في جوفه تنّور
«٤» ودرع حُطَمِيَّة : منسوبة إلى ناسجها أو
(١) تفسير غريب القرآن ص ٥٠.
(٢) انظر : الأفعال ١ / ٣٨٩.
(٣) قال الجرجاني : والعرب تقول : فلان يحمل الحطب : إذا كان نماما، وقالوا : هو يوقد بين الناس الحطب الرطب، وفي معناه : يمشي بالحطب الرطب. انظر المنتخب من كنايات الأدباء ص ١٢.
(٤) الشطر في عمدة الحفاظ (حطم)، ومجمع البلاغة ٢ / ٥٧٧.