المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٥٧
والأسود) «١» للعجم والعرب اعتبارا بغالب ألوانهم، وربما قيل : حمراء العجان «٢»، والأحمران : اللحم والخمر «٣»، اعتبارا بلونيهما، والموت الأحمر أصله فيما يراق فيه الدم، وسنة حَمْرَاء : جدبة، للحمرة العارضة في الجوّ منها، وكذلك حَمَّارَة «٤» القيظ : لشدّة حرّها، وقيل :
وِطَاءَة حَمْرَاء : إذا كانت جديدة، ووطاءة دهماء :
دارسة.
حمل
الحَمْل معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوّي بين لفظه في فعل، وفرّق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشيء المحمول على الظّهر : حِمْل.
وفي الأثقال المحمولة في الباطن : حَمْل، كالولد في البطن، والماء في السحاب، والثّمرة في الشجرة تشبيها بحمل المرأة، قال تعالى :
وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ [فاطر / ١٨]، يقال : حَمَلْتُ الثّقل والرّسالة والوزر حَمْلًا، قال اللّه تعالى :
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ [العنكبوت / ١٣]، وقال تعالى : وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْ ءٍ
[العنكبوت / ١٢]، وقال تعالى : وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ : لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ [التوبة / ٩٢]، وقال عزّ وجلّ : لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ [النحل / ٢٥]، وقوله عزّ وجلّ : مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ
[الجمعة / ٥]، أي : كلّفوا أن يتحمّلوها، أي : يقوموا بحقها، فلم يحملوها، ويقال : حَمَّلْتُهُ كذا فَتَحَمَّلَهُ، وحَمَّلْتُ عليه كذا فَتَحَمَّلَهُ، واحْتَمَلَه وحَمَلَه، وقال تعالى : فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً [الرعد / ١٧]، حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ [الحاقة / ١١]، وقوله : فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ [النور / ٥٤]، وقال تعالى : رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ [البقرة / ٢٨٦]، وقال عزّ وجل :
وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ [القمر / ١٣]، ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً [الإسراء / ٣]، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ [الحاقة / ١٤].
(١) الحديث :«بعثت إلى الأحمر والأسود». أخرجه مسلم في المساجد ٢ / ٦٣، والدارمي في مسنده في السير ٢٧.
(٢) ومنه قول عليّ لرجل من الموالي : اسكت يا ابن حمراء العجان، أي : يا ابن الأمة، والعجان : ما بين القبل والدّبر، وهي كلمة تقولها العرب في السبّ والذم انظر : اللسان (حمر).
(٣) يقال : أهلك الرجال الأحمران، أي : اللحم والخمر، وأهلك النساء الأحمران، أي : الذهب والفضة.
(٤) يقال : حمارّة القيظ، وحمارته، بالتشديد والتخفيف، وحمرّة الصيف. راجع اللسان : حمر.