المفردات في غريب القرآن، ص : ٢٥٨
وحَمَلَتِ المرأةُ : حَبِلَتْ، وكذا حملت الشّجرة، يقال : حَمْلٌ وأحمال، قال عزّ وجلّ :
وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق / ٤]، وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ [فصلت / ٤٧]، حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ [الأعراف / ١٨٩]، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الأحقاف / ١٥]، وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً [الأحقاف / ١٥]، والأصل في ذلك الحِمْل على الظهر، فاستعير للحبل بدلالة قولهم : وسقت الناقة «١» :
إذا حملت. وأصل الوسق : الحمل المحمول على ظهر البعير. وقيل : الحَمُولَة لما يحمل عليه، كالقتوبة «٢» والرّكوبة، والحُمُولَة : لما يحمل، والحَمَل : للمحمول، وخصّ الضأن الصغير بذلك لكونه محمولا، لعجزه، أو لقربه من حمل أمّه إياه، وجمعه : أَحْمَال وحُمْلَان «٣»، وبها شبّه السّحاب، فقال عزّ وجل :
فَالْحامِلاتِ وِقْراً
[الذاريات / ٢]، والحَمِيل : السّحاب الكثير الماء، لكونه حاملا للماء «٤»، والحَمِيل : ما يحمله السيل، والغريب تشبيها بالسيل، والولد في البطن. والحَمِيل :
الكفيل، لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه «٥»، وحَمَّالَةَ الْحَطَبِ
[المسد / ٤]، كناية عن النّمام، وقيل : فلان يحمل الحطب الرّطب «٦»، أي : ينمّ.
حمى
الحَمْيُ : الحرارة المتولّدة من الجواهر المحمية، كالنّار والشمس، ومن القوّة الحارة في البدن، قال تعالى : في عين حامية «٧»، أي : حارة، وقرئ : حَمِئَةٍ «٨»، وقال عزّ وجل : يَوْمَ يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ
[التوبة / ٣٥]، وحَمِيَ النهار «٩»، وأَحْمَيْتُ
(١) راجع : الأفعال ٤ / ٢٣٢، وأساس البلاغة (وسق).
(٢) القتوبة : الإبل تقتب، والقتب واحد الأقتاب، وهي الأكف التي توضع على نقّالة الأحمال. انظر : أساس البلاغة ص ٣٥٤.
(٣) انظر : اللسان (حمل).
(٤) انظر : البصائر ٢ / ٥٠٢.
(٥) في اللسان : والحميل : الذي يحمل من بلده صغيرا، ولم يولد في الإسلام، ومنه قول عمر رضي اللّه عنه في كتابه إلى شريح :(الحميل لا يورث إلا ببيّنة). وانظر : النهاية ١ / ٤٤٢.
(٦) انظر : البصائر ٢ / ٥٠٢.
(٧) سورة الكهف : آية ٨٦، وهي قراءة ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وشعبة وأبي جعفر.
(٨) وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وحفص ويعقوب، انظر : الإتحاف ٢٩٤.
(٩) انظر : الأفعال ١ / ٣٧٣.